الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا} (33)

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين قال : نبئت أنه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها : ما لك لا تَحُجِّين ، ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟ ! فقالت : قد حججت ، واعتمرت ، وأمرني الله أن أقر في بيتي ، فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت قال : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال : كانت عائشة رضي الله عنها إذا قرأت { وقرن في بيوتكن } بكت حتى تبل خمارها .

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ، ثم ظهور الحصر قال : فكان كلهن يحجن إلا زينب بنت جحش ، وسودة بنت زمعة ، وكانتا تقولان : والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها قالت : جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت ، وقالوا ذهبت إلى المسجد ، فلما جاءت صاح بها فقال : إن الله نهى النساء أن يخرجن ، وأمرهن يقرن في بيوتهن ، ولا يتبعن جنازة ، ولا يأتين مسجداً ، ولا يشهدن جمعة .

وأخرج الترمذي والبزار عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « إن المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ، وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنها قال : احبسوا النساء في البيوت ، فإن النساء عورة ، وإن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، وقال لها : إنك لا تمرين بأحد إلا أعجب بك .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال : استعينوا على النساء بالعري ، إن أحداهن إذا كثرت ثيابها ، وحسنت زينتها أعجبها الخروج .

وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال : « جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله ، فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين في سبيل الله ؟ فقال " من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله " .

أما قوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } .

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت الجاهلية الأولى فيما بين نوح وادريس عليهما السلام ، وكانت ألف سنة ، وإن بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل ، والآخر يسكن الجبال ، فكان رجال الجبال صباحاً وفي النساء دمامة ، وكان نساء السهل صباحاً وفي الرجال دمامة ، وإن إبليس أتى رجلاً من أهل السهل في صورة غلام ، فأجر نفسه فكان يخدمه ، واتخذ إبليس شبابة مثل الذي يزمر فيه الرعاء ، فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله ، فبلغ ذلك من حوله ، فانتابوهم يسمعون إليه ، واتخذوا عيداً يجتمعون إليه في السنة ، فتتبرج النساء للرجال ، وتتبرج الرجال لهن ، وإن رجلاً من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك ، فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه ، فأخبرهم بذلك ، فتحوّلوا إليهن ، فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن ، فهو قول الله { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } .

وأخرج ابن جرير عن الحكم رضي الله عنه { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } قال : كان بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة ، فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان ، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه ، فأنزلت هذه الآية .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال : أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } هل كانت الجاهلية غير واحدة ؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة . فقال : له عمر رضي الله عنه : فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك قال : إن الله يقول { وجاهدوا في الله حق جهاده }كما جاهدتم أول مرة [ الحج : 78 ] فقال عمر رضي الله عنه : من أمرنا أن نجاهد ؟ قال : بني مخزوم ، وعبد شمس .

وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } قال : تكون جاهلية أخرى .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت : الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام .

وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال : { الجاهلية الأولى } التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام ، والجاهلية الآخرة : التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { الجاهلية الأولى } بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن جرير عن الشعبيّ رضي الله عنه ، مثله .

وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال ، فذلك { تبرج الجاهلية الأولى } .

وأخرج البيهقي في سننه عن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « شر النساء المتبرجات وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } يقول : إذا خرجتن من بيوتكن ، وكانت لهن مشية فيها تكسير وتغنج ، فنهاهن الله عن ذلك .

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } قال : التبختر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله { ولا تبرجن . . . } قال : التبرج إنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده ، فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ، ويبدو ذلك كله منها ، وذلك التبرج ، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج .

وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء قال « { لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } قالت امرأة : يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج ، وأن فلانة قد أسعدتني ، وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبي فاستعديها ثم تعالي فبايعيني » .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ، أهل البيت } قال : نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وقال عكرمة رضي الله عنه : من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قال : ليس بالذي تذهبون إليه ، إنما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن سعد عن عروة رضي الله عنه { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قال : يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، نزلت في بيت عائشة رضي الله عنها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ادعي زوجك ، وابنيك ، حسناً ، وحسيناً ، فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضلة ازاره ، فغشاهم إياها ، ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فاذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً ، قالها ثلاث مرات . قالت أم سلمة رضي الله عنها : فأدخلت رأسي في الستر فقلت : يا رسول الله وأنا معكم فقال : إنك إلى خير مرتين " .

وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة لها ، تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه . فقال لها « أين ابن عمك ؟ قالت : هو في البيت . قال : اذهبي فادعيه وابنيك ، فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي رضي الله عنه يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجلسهما في حجره ، وجلس علي رضي الله عنه عن يمينه ، وجلست فاطمة رضي الله عنها عن يساره ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت » .

وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها « ائتني بزوجك وابنيه ، فجاءت بهم ، فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم كساء فدكيا ، ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل محمد - وفي لفظ آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . قالت أم سلمة رضي الله عنها : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال إنك على خير » .

وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت « نزلت هذه الآية في بيتي { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } وفي البيت سبعة : جبريل ، وميكائيل عليهما السلام ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي الله عنهم ، وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك إلى خير ، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم » .

وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : « كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن ، وحسين ، وفاطمة ، وعلي ، فضمهم إليه ، ونشر عليهم الثوب . والحجاب على أم سلمة مضروب ، ثم قال " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . قالت أم سلمة رضي الله عنها : فانا معهم يا نبي الله ؟ قالت : أنت على مكانك ، وإنك على خير " .

وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : في بيتي نزلت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } وفي البيت فاطمة ، وعلي ، والحسن ، والحسين . فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ، ثم قال " هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً " .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين ، { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة ، وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما ، فأدخلهما معه ، ثم جاء علي فادخله معه ، ثم قال { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } .

وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد قال « نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، فادخل علياً ، وفاطمة ، وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال اللهم هؤلاء أهلي ، وأهل بيتي » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال « جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة ، ومعه حسن ، وحسين ، وعلي ، حتى دخل ، فأدنى علياً ، وفاطمة . فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً ، وحسيناً . كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ، ثم تلا هذه الآية { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول « الصلاة يا أهل البيت الصلاة { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } » .

وأخرج مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « أذكركم الله في أهل بيتي ، فقيل : لزيد رضي الله عنه : ومن أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس » .

وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله قسم الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهما قسماً . فذلك قوله { وأصحاب اليمين } [ الواقعة : 27 ] و { أصحاب الشمال } [ الواقعة : 41 ] فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثاً ، فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله { وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون } [ الواقعة : 8-10 ] فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله { وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [ الحجرات : 13 ] وأنا أتقى ولد آدم ، وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر . ثم جعل القبائل بيوتاً ، فجعلني في خيرها بيتاً ، فذلك قوله { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب » .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } قال : هم أهل بيت طهرهم الله من السوء ، واختصهم برحمته . قال : وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول « نحن أهل بيت طهرهم الله من شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبيت الرحمة ، ومعدن العلم » .

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها . جاء النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحاً إلى بابها يقول « السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } إنا حرب لمن حاربتم ، أنا سلم لمن سالمتم » .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال « حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر بالمدينة . ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي رضي الله عنه ، فوضع يده على جنبتي الباب ، ثم قال : الصلاة . . . الصلاة . . . { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال « شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر ، يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } الصلاة رحمكم الله ، كل يوم خمس مرات » .

وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي ، وفاطمة ستة أشهر فيقول { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } .