غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَجَزَـٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (40)

24

ثم بين أن شرعة الانتصار مشروطة برعاية المماثلة فقال { وجزاء سيئة سيئة مثلها } حتى لو قال أخزاه الله لا يزيد في الجواب عليه شيئاً . وسمى الثاني سيئة ازدواجاً للكلام أو لأن السيئة هي التي يكرهها الإنسان طبعاً كالقصاص والقطع وسائر الحدود . وقد لا يمكن رعاية المماثلة كما في قتل الأنفس بنفس واحدة أو كقطع الأيدي بواحدة إذا تعاونوا على قطعها ذلك في الفقه . وإنما عرف ذلك بنص آخر أو بقياس جلي . ثم حث مع ذلك على العفو والصبر قائلاً { فمن عفا وأصلح } ما بينه وبين خصمه بالإغضاء والعفو { فأجره على الله } فإن الانتصار حسن في نفسه ولاسيما إذا كان فيه مصلحة دينية كزجر وارتداع إلا أن العفو أحسن لأنه لا يكاد يؤمن في الانتصار والتجاوز عن حد الاعتدال ولهذا حذر منه بقوله { إنه لا يحب الظالمين } روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان له أجر على الله فليقم فيقوم خلق فيقال لهم : ما أجركم على الله ؟ فيقولون : نحن الذين عفونا عمن ظلمنا . فيقال لهم : ادخلوا الجنة بإذن الله " .

/خ24