الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (33)

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن } قال : ما ظهر العرية وما بطن الزنا ، كانوا يطوفون بالبيت عراة .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا أحد أغير من الله ، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه عن المغيرة بن شعبة قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال « أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أَغْيَرُ مِنْ سعد ، والله أغْيَرُ مني ، ومن أجله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا شخص أغير من الله » .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله أما تغار ؟ قال « والله إني لأغار ، والله أغْيَرُ مني ، ومن غيرته نهى عن الفواحش » .

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن } قال : ما ظهر منها الاغتسال بغير سترة .

وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير « أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه عليَّ . فجلده ثم صعد المنبر والغضب يعرف في وجهه ، فقال : أيها الناس إن الله حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فمن أصاب منها شيئاً فليستتر بستر الله ، فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئاً نقمة عليه » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إني غيور ، وإن إبراهيم كان غيوراً ، وما من امرىء لا يغار إلا منكوس القلب » .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { والإِثم } قال : المعصية والبغي . قال : إن تبغي على الناس بغير حق .