السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (33)

{ قل } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يطوفون بالبيت عراة ويحرمون أكل الطيبات من الرزق وغير ذلك مما أحل الله تعالى { إنما حرم ربي الفواحش } أي : الكبائر والكبيرة ما توعد عليها بنحو لعن أو غضب بخصوصها في الكتاب أو السنة غالباً كالزنا جمع فاحشة { ما ظهر منها وما بطن } أي : جهرها وسرها ، وقرأ حمزة بسكون الباء والباقون بفتحها { و } حرم { الإثم } أي : الصغائر وهي ما عدا الكبائر كالنظر إلى بدن أجنبية { و } حرم { البغي } على الناس أي : الظلم أو الكبر وأفرده بالذكر مع أنه من الكبائر للمبالغة وقوله تعالى : { بغير الحق } متعلق بالبغي مؤكد له معنى { و } حرم { أن تشركوا بالله ما لم ينزل به } أي : بالإشراك { سلطاناً } أي : حجة وفي ذلك تهكم بالمشركين وتنبيه على تحريم ما لم يدل عليه برهان ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتخفيف والباقون بالتشديد { و } حرم { أن تقولوا على الله ما لا تعلمون } في تحريم ما لم يحرم وغيره .