الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (69)

65

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم قال : كانت عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي . إن عاداً كانوا باليمن بالأحقاف ، والأحقاف : هي الرمال . وفي قوله { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } قال : ذهب بقوم نوح { واستخلفكم بعدهم وزادكم في الخلق بسطة } قال : الطول .

وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : كان الرجل من عاد ستين ذراعاً بذراعهم ، وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة ، وكان عين الرجل ليفرخ فيها السباع ، وكذلك مناخرهم .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { وزادكم في الخلق بسطة } قال : ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعاً طوالاً .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس قال : كان الرجل في خلقه ثمانون باعاً ، وكانت البرة فيهم ككلية البقر ، والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس { وزادكم في الخلق بسطة } قال : شدة .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من الحجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن ينقلوه ، وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها .

وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ثور بن زيد الديلمي قال : قرأت كتاباً : أنا شداد بن عاد ، أنا الذي رفعت العماد ، وأنا الذي سددت بدراً عن بطن واد ، وأنا الذي كنزت كنزاً في البحر على تسع أذرع لا يخرجه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن بكار عن ثور بن زيد قال : جئت اليمن فإذا أنا برجل لم أر أطول منه قط فعجبت . قالوا : تعجب من هذا ؟ قلت : والله ما رأيت أطول من ذا قط . . . ! قالوا فوالله لقد وجدنا ساقاً أو ذراعاً فذرعناها بذراع هذا ، فوجدناها ست عشرة ذراعاً .

وأخرج الزبير بن بكار عن زيد بن أسلم قال : كان في الزمن الأول تمضي أربعمائة سنة ولم يسمع فيها بجنازة .

69