ثم قال موبخا لهم : { أو {[24154]} عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم }[ 69 ] .
{ لينذركم }[ 69 ] ، أمر الله . ثم قال : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء {[24155]} من بعد قوم نوح }[ 69 ] .
أي : اذكروا نعمة الله عليكم إذ استخلفكم في الأرض ، بعد قوم نوح . فاتقوا أن يصيبكم ( مثل {[24156]} ) ما أصابهم ، واذكروا نعمته {[24157]} إذ { زادكم في الخلق بصطة {[24158]} }[ 69 ] ، أي : زاد في أجسامكم طولا وعظما على أجسام قوم نوح {[24159]} .
وقيل : على أجسام آبائكم الذين ولدوكم .
قال زيد {[24160]} بن أسلم : لقد {[24161]} بلغني أن ضباعا رئيت رابضة وأولادها في حجاج {[24162]} عين رجل منهم {[24163]} . قال : ولقد بلغني أنه كان في الزمن الأول تمضي أربع مائة سنة ، وما يسمع فيه بجنازة {[24164]} . ثم قال : { فاذكروا آلاء الله }[ 69 ] .
أي : نعمه عليكم {[24165]} .
أي : لتكونوا على رجاء من الفلاح {[24166]} .
قال السدي : كانت عاد باليمن ، بالأحقاف {[24167]} . فكانوا قد قهروا أهل الأرض بفضل قوتهم . وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها {[24168]} ، وهي " صُداء " ، و " صمود " و " اللهنا {[24169]} " ، أسماء أصنامهم ، فبعث الله ( {[24170]}عز وجل )/إليهم هودا ، وهو من أوسطهم نسبا ، فأمرهم أن يوحدوا الله ( تعالى {[24171]} ) ، ولا يجعلوا مع الله إلها غيره {[24172]} ، وأن يكفوا عن ظلم الناس ، لم يأمرهم بغير ذلك فأبوا ( تصديقه {[24173]} ) وكذبوه وقالوا : { من أشد منا قوة {[24174]} ، واتبعه منهم ناس يسير مستترون {[24175]} بإيمانهم {[24176]} .
قال السدي : فبعث الله ( عز وجل {[24177]} ) عليهم الريح العقيم ، فلما نظروا إليها : قالوا : { هذا عارض ممطرنا {[24178]} } ، فلما دنت منهم ، نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض ، فلما رأوها ، تبادروا البيوت ، فلما دخلوا البيوت ، دخلت عليهم فأهلكتهم فيها ، ثم أخرجتهم من البيوت ، فأصابتهم في يوم نحس مستمر عليهم العذاب { سبع ليال وثمانية أيام حسوما {[24179]} } ، أي : حسمت كل شيء مرت به . فكانوا : كأعجاز نخل منقعر {[24180]} ، أي : انقعر من أصوله ، وكأعجاز نخل خاوية ، أي : خوت {[24181]} فسقطت . فلما أهلكهم الله ( عز وجل {[24182]} ) أرسل عليهم طيرا سودا {[24183]} ، فنقلتهم إلى البحر وألقتهم [ فيه ، فذلك قوله {[24184]} : ] { فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم } {[24185]} ، ولم يخرج ريح قط إلا بمكيال ، إلا يومئذ ، فإنها عتت على الخزنة فغلبتهم ، فلم يعلموا كم كان مكيالها ، فلذلك قوله : { فأهلكوا بريح صرصر عاتية {[24186]} } ، أي : عتت على الخزنة .
و " الصرصر " : التي لها صوت شديد {[24187]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.