{ وَوَرِثَ سليمان دَاوُودُ } أي ورثه العلم والنبوّة . قال قتادة والكلبي : كان لداود تسعة عشر ولداً ذكراً ، فورث سليمان من بينهم نبوّته ، ولو كان المراد وراثة المال لم يخصّ سليمان بالذكر ؛ لأن جميع أولاده في ذلك سواء ، وكذا قال جمهور المفسرين ، فهذه الوراثة هي وراثة مجازية كما في قوله صلى الله عليه وسلم : «العلماء ورثة الأنبياء » { وَقَالَ يا أَيُّهَا الناس عُلّمْنَا مَنطِقَ الطير } قال سليمان هذه المقالة مخاطباً للناس تحدّثاً بما أنعم الله به عليه ، وشكر النعمة التي خصه بها . وقدّم منطق الطير ؛ لأنها نعمة خاصة به لا يشاركه فيها غيره . قال الفراء : منطق الطير كلام الطير ، فجعل كمنطق الرجل ، وأنشد قول حميد بن ثور :
عجيب لها أن يكون غناؤها *** فصيحاً ولم يغفر بمنطقها فماً
ومعنى الآية : فهمنا ما يقول الطير . قال جماعة من المفسرين : إنه علم منطق جميع الحيوانات ، وإنما ذكر الطير ؛ لأنه كان جنداً من جنده يسير معه لتظليله من الشمس . وقال قتادة والشعبي : إنما علم منطق الطير خاصة ولا يعترض ذلك بالنملة ، فإنها من جملة الطير ، وكثيراً ما تخرج لها أجنحة فتطير ، وكذلك كانت هذه النملة التي سمع كلامها وفهمه ، ومعنى { وَأُوتِينَا مِن كُلّ شَيْء } كلّ شيء تدعو إليه الحاجة : كالعلم والنبوّة والحكمة والمال وتسخير الجن والإنس والطير والرياح والوحش والدواب وكل ما بين السماء والأرض . وجاء سليمان بنون العظمة ، والمراد نفسه بياناً لحاله من كونه مطاعاً لا يخالف ، لا تكبراً وتعظيماً لنفسه ، والإشارة بقوله : { إِنَّ هَذَا } إلى ما تقدّم ذكره من التعليم والإيتاء { لَهُوَ الفضل المبين } أي الظاهر الواضح الذي لا يخفى على أحد ، أو المظهر لفضيلتنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.