والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما سبق من الأمور التي أخبره الله بها . والوحي في اللغة : الإعلام في خفاء ، يقال وحي ، وأوحى بمعنى .
قال ابن فارس : الوحي الإشارة ، والكتابة ، والرسالة ، وكل ما ألقيته إلى غيرك حتى تعلمه . قوله : { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } أي : تحضرنهم يعني المتنازعين في تربية مريم ، وإنما نفي حضوره عندهم مع كونه معلوماً ؛ لأنهم أنكروا الوحي ، فلو كان ذلك الإنكار صحيحاً لم يبق طريق للعلم به إلا المشاهدة ، والحضور ، وهم لا يدّعون ذلك ، فثبت كونه ، وحياً مع تسليمهم أنه ليس ممن يقرأ التوراة ، ولا ممن يلابس أهلها . والأقلام جمع قلم ، من قلمه : إذا قطعه ، أي : أقلامهم التي يكتبون بها ، وقيل : قداحهم { أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ } أي : يحضنها ، أي : يلقون أقلامهم ؛ ليعلموا أيهم يكفلها ، وذلك عند اختصامهم في كفالتها ، فقال زكريا : هو أحق بها لكون خالتها عنده ، وهي أشيع أُخت حنة أمّ مريم . وقال بنو إسرائيل : نحن أحق بها لكونها بنت عالمنا ، فاقترعوا ، وجعلوا أقلامهم في الماء الجاري على أن من وقف قلمه ، ولم يجر مع الماء ، فهو صاحبها ، فجرت أقلامهم ، ووقف قلم زكريا ، وقد استدل بهذا من أثبت القرعة ، والخلاف في ذلك معروف ، وقد ثبتت أحاديث صحيحة في اعتبارها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.