نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا} (139)

ثم وصفهم بما يدل على أنهم المساترون بالكفر بقوله تعالى : { الذين يتخذون الكافرين } أي المجاهرين{[23048]} بالكفر { أولياء } أي يتعززون بهم{[23049]} تنفيراً من مقاربة{[23050]} صفتهم ليتميز المخلص من المنافق ، وبياناً لأن مرادهم بولايتهم إنما هو التعزز بهم فإن محط أمرهم على العرض الدنيوي ، ونبه على دناءة أمرهم على أن الغريق في الإيمان أعلى الناس بقوله : { من دون المؤمنين } أي الغريقين في الإيمان ، ثم أنكر عليهم هذا المراد بقوله : { أيبتغون } أي المنافقون يتطلبون ، تطلباً عظيماً { عندهم } أي الكافرين { العزة } فكأنه قال : طلبهم العزة بهم سفه{[23051]} من الرأي وبُعد من الصواب ، لأنه لا شيء من العزة عندهم .

ولما أنكر عليهم هذا الابتغاء علله بقوله : { فإن العزة لله } أي{[23052]} الذي لا كفوء له { جميعاً * } أي وهم أعداء الله فإنما يترقب لهم ضرب الذلة والمسكنة ، وما أحسن التفات هذه الآية إلى أول الآيات المحذرة من أهل الكتاب{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب }[ النساء : 44 ] المختتمة بقوله :

{ {[23053]}وكفى بالله ولياً{[23054]} وكفى بالله نصيراً }[ النساء : 45 ]


[23048]:من ظ ومد، وفي الأصل: المحاجرين ـ كذا.
[23049]:في ظ: لهم.
[23050]:في ظ: مقارنة.
[23051]:من ظ ومد، وفي الأصل: سنة.
[23052]:سقط من ظ.
[23053]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[23054]:سقط ما بين الرقمين من ظ.