فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا} (139)

{ الذين يتخذون الكافرين أولياء } وصف للمنافقين أو منصوب على الذم أي يجعلون الكفار أولياء لهم يوالونهم على كفرهم ويمالئونهم على ضلالهم { من دون المنافقين } حال من فاعل يتخذون أي يتخذون الكفرة متجاوزين ولاية المؤمنين لما يتوهمون فيهم من القوة ، ولقولهم إن ملك محمد سيزول .

{ أيبتغون عندهم العزة } هذا الاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والجملة معترضة أي لا يجدونها عندهم { فإن العزة لله جميعا } هذه الجملة تعليل لما تقدم من توبيخهم عند الكافرين ، وجميع أنواع العزة وأفرادها مختص بالله سبحانه في الدنيا والآخرة ، ولا ينالها إلا أولياؤه الذين كتب لهم العزة ، وما كان منها مع غيره فهو من فضله وتفضله كما في قوله { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } .

وهذا يقتضي بطلان التعزز بغيره سبحانه واستحالة الانتفاع به ، وعزة الكفار ليس معتدا بها بالنسبة إلى عزة المؤمنين لأنه لا يعز إلا من أعز الله ، والعزة الغلبة يقال عنه عزا إذا غلبه .