بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا} (139)

ثم نعت المنافقين فقال : { الذين يَتَّخِذُونَ الكافرين } يعني اليهود { أَوْلِيَاء } في العون والنصرة { مِن دُونِ المؤمنين } ثم عيّرهم بذلك فقال { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العزة } يعني يطلبون عندهم المنعة والظفر على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، العزة في اللغة المنفعة والغلبة كما يقال : من عزَّ بزَّ ، أي من غلب سلب . ويقال : عز الشيء إذا اشتد وجوده ، ثم ذكر أنه لا نصرة لهم من الكفار ، والنصرة من الله تعالى ، فقال : { فَإِنَّ العزة للَّهِ جَمِيعاً } يعني الظفر والنصر كله من الله تعالى ، وهذا كما قال في آية أخرى { يَقُولُونَ لَئِن رجعنا إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل وَلِلَّهِ العزة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ولكن المنافقين لاَ يَعْلَمُونَ } [ المنافقون : 8 ] .