قوله : { وَمِنَ الذين قَالُواْ إِنَّا نصارى أَخَذْنَا ميثاقهم } أي : في التوحيد والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به . قال الأخفش : هو كقولك أخذت من زيد ثوبه ودرهمه ، فرتبة الذين بعد أخذنا . وقال الكوفيون بخلافه ؛ وقيل إن الضمير في قوله : { ميثاقهم } راجع إلى بني إسرائيل : أي أخذنا من النصارى مثل ميثاق المذكورين قبلهم من بني إسرائيل ، وقال : { مِنَ الذين قَالُواْ إِنَّا نصارى } ولم يقل ، ومن النصارى ، للإيذان بأنهم كاذبون في دعوى النصرانية وأنهم أنصار الله .
قوله : { فَنَسُواْ حَظّاً مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أي : نسوا من الميثاق المأخوذ عليهم نصيباً وافراً عقب أخذه عليهم : { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العداوة والبغضاء } أي : ألصقنا ذلك بهم ، مأخوذ من الغراء : وهو ما يلصق الشيء بالشيء كالصمغ وشبهه يقال : غرى بالشيء يغري غرياً بفتح الغين مقصوراً ، وغراء بكسرها ممدوداً ، أي أولع به حتى كأنه صار ملتصقاً به ، ومثل الإغراء التحرش ، وأغريت الكلب : أي أولعته بالصيد ، والمراد بقوله : { بَيْنَهُمْ } اليهود والنصارى ؛ لتقدم ذكرهم جميعاً ؛ وقيل : بين النصارى خاصة ، لأنهم أقرب مذكور ، وذلك لأنهم افترقوا إلى اليعقوبية والنسطورية والملكانية ، وكفر بعضهم بعضاً ، وتظاهروا بالعداوة في ذات بينهم . قال النحاس : وما أحسن ما قيل في معنى : { أَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العداوة والبغضاء } : أن الله عز وجل أمر بعداوة الكفار وإبغاضهم ، فكل فرقة مأمورة بعداوة صاحبتها وإبغاضها قوله : { وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ الله بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } تهديد لهم : أي سيلقون جزاء نقض الميثاق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.