تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة المطففين

أهداف سورة المطففين

( سورة المطففين مكية ، وآياتها 32 آية ، وهي آخر سورة نزلت بمكة )

وهي سورة تعالج طغيان الغنى ، واستغلال الفقراء ، وتحارب تطفيف الكيل والميزان ، وتبين أن صحف أعمال الفجار في أسفل سافلين ، وأن كتاب أعمال الأبرار في أعلى عليين ، كما وصفت السورة النعيم المقيم الذي يتمتع به الأبرار في الجنة ، وبينت أن المجرمين كانوا يسخرون من المؤمنين في الدنيا ، وفي يوم القيامة يتغير الحال ، فيسخر المؤمن من الكافر ، ويتمتع المؤمن بألوان النعيم .

مقاطع السورة

تتألف المطففين من أربعة مقاطع :

المقطع الأول : يبدأ بإعلان الحرب على المطففين ، وتهديدهم بالجزاء العادل ، عند البعث والحساب . ( الآيات 1-6 ) .

المقطع الثاني : يتحدث عن الفجار في شدة وردع وزجر ، وتهديد بالويل والهلاك ، ودمغ بالإثم والاعتداء ، وبيان لسبب هذا العمى ، وعلة هذا الانطماس ، وتصوير لجزائهم يوم القيامة ، وعذابهم بالحجاب عن ربهم ، كما حجبت الآثام في الأرض قلوبهم . ( الآيات 7-17 ) .

المقطع الثالث : يعرض الصفحة المقابلة ، صفحة الأبرار ، ورفعة مقامهم ، والنعيم المقرر لهم ونضرته التي تفيض على وجوههم ، والرحيق الذي يشربونه وهم على الأرائك ينظرون ، وهي صفحة ناعمة وضيئة . ( الآيات 18-28 ) .

المقطع الرابع : يصف ما كان الأبرار يلقونه من استهزاء الفجار وسخريتهم وسوء أدبهم في دار الغرور ، ثم يقابل ذلك بما لقيه المؤمنون من التكريم ، وما لقيه المجرمون من عذاب الجحيم في يوم الدين . ( الآيات 29-36 ) .

من أسباب نزول السورة

كان تطفيف الكيل منتشرا في مكة والمدينة ، وهو يعبر عن جشع التجار وطعمهم ، ورغبتهم في بخس حق المشتري .

روى أنه كان بالمدينة رجل يقال له ( أبو جهينة ) ، له كيلان أحدهما كبير والآخر صغير ، فكان إذا أراد أن يشتري من أصحاب الزروع والحبوب والثمار اشترى بالكيل الكبير ، وإذا باع الناس كال للمشتري بالكيل الصغير . هذا الرجل وأمثاله ممن امتلأت نفوسهم بالطمع ، واستولى عليهم الجشع والنهم ، هم المقصودون بهذا الوعيد الشديد ، وهم الذين توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم وتهددههم بقوله : ( خمس بخمس ) ، قيل : يا رسول الله ، وما خمس بخمس ؟ قال : ( ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهرت الفاحشة في قوم يتعامل بها علانية إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن فيمن قبلهم ، ولا طفف قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور الحكام ، وما منع قوة الزكاة إلا حبس عنهم المطر ) .

مع آيات السورة

1- هلاك وعذاب عظيم لهؤلاء الذين يبخسون الكيل والميزان .

والتطفيف لغة ، التقليل ، فالمطفف هو المقلل حق صاحبه بنقصانه عن الحق في كيل أو وزن ، وإنما قيل له مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف .

2- إذا كان لهم عند الناس حق في شيء يكال أو يوزن ، وأٍرادوا أخذه منهم لا يأخذونه إلا تامّا كاملا .

3- وإذا كان للناس حق عندهم في مكيل أو موزون أعطوهم ذلك الحق مع النقص والخسارة .

ويلحق بالمطففين كل عامل لا يؤدي عمله ، وإنما يحرص على الأجر كاملا ، ويلحق بهم من يستلم كاملا ويبخس حق العامل أو ينقص أجره ، وكذلك كل من يقصر في أداء واجبه .

وعن ابن عباس : الكيل أمانة ، والوزن أمانة ، والصلاة أمانة ، والزكاة أمانة ، فمن وفّى وفّي له ، ومن طفف فقد علمتم ما قاله الله في المطففين .

4-6- ألا يخطر بباب هؤلاء أن هناك يوما للبعث ، تظهر فيه هذه الأعمال التي يخفونها على الناس ، وأنهم سيبعثون في هذا اليوم الشديد الأهوال ، الذي يقوم فيه الناس من قبورهم للعرض على رب العالمين الذي خلقهم ويعلم سرهم وعلانيتهم .

7- 9- إن للشر سجلاّ دوّنت فيه أعمال الفجار ، وهو كتاب مسطور بيّن الكتابة ، وهذا السجل يشتمل عليه السجل الكبير المسمى بسجين ، كما تقول : إن كتاب حساب قرية كذا في السجل الفلاني المشتمل على حسابها وحساب غيرها من القرى .

والفجار هم المتجاوزون للحد في المعصية والإثم ، ولكل فاجر من هؤلاء الفجار صحيفة ، وهذه الصحائف في السجل العظيم المسمى سجين ، وهو عظيم الشأن له أهمية كبرى ، وهو كتاب مرقوم . أي : قد أثبتت فيه العلامات الدالة على الأعمال .

10 -13- هلاك وعذاب عظيم لهؤلاء المكذبين يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يؤمنون بيوم الحساب والجزاء ، الذي أخبرهم به عن رب العالمين .

وما يكذّب بهذا اليوم إلا من اعتدى على الحق ، وعمى عن الإنصاف ، واعتاد ارتكاب الآثام ، والإعراض عن الحق والهدى ، ولذلك إذا تليت عليه آيات القرآن ، أو أخبار البعث والجزاء أنكرها ، وقال : هذه أباطيل السابقين .

14- كلاّ . ليس كما يقولون ، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . أي : غطىّ على قلوبهم ما كانوا يكسبونه من الإثم والمعصية ، والقلب الذي يتعود على المعصية ينطمس ويظلم ، ويرين عليه غطاء كثيف ، يفقده الحساسية شيئا فشيئا حتى يتبلد ويموت .

روى الترمذيi والنسائي وابن ماجة : إن العبد إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه ، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو ، فهو الرّان الذي قال الله تعالى : كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون .

قول الحسن البصري : هو الذنب على الذنب يعمي القلب فيموت .

ثم يذكر شيئا عن مصيرهم يوم القيامة ، فيقول :

15 -17- كلاّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون* ثم إنهم لصالوا الجحيم* ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون .

فهم في يوم القيامة مطرودون من رحمة الله ، محرومون من رؤيته في الآخرة ، ثم إنهم يصلون عذاب جهنم ، مع التأنيب والتقريع على تكذيبهم الحق ، وإنكارهم البعث والجزاء ، فيقال لهم : هذا الذي كنتم به تكذبون .

18 -21- إن كتاب الأبرار محفوظ في سجل ممتاز في أعلى مكان في الجنة ، وما أعلمك ما هذا المكان ، فهو أمر فوق العلم والإدراك ، كتاب مسطورة فيه أعمالهم ، وهو موضع مشاهدة المقربين من الملائكة ، ومتعتهم بما فيه من كرائم الأفعال والصفات .

22- 28- إن الأبرار لفي نعيم . إن الأبرار المتقين الذين يؤمنون بالله ، ويعملون أنواع البر من القربات والطاعات ، هؤلاء ينعمون بنعيم الجنة ، وهم على الأسرّة في الحجال ينظرون إلى ما أعد لهم من النعيم ، وأقرب ما يمثل الأرائك عندنا ما نسميه " الناموسية أو الكلة " .

وترى على وجوههم آثار النعمة وبهجتها ، يسقون خمرا مختومة بالمسك ، وفي ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون ، وليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة ربهم ، باتباع أوامره واجتناب نواهيه . وهذا الشراب المعد لهم ممزوج بشراب آخر ينصب عليهم من عين عالية ، يشرب منها المقربون إلى رضوان ربهم . وقد سئل ابن عباس عن هذا فقال : هذا مما قال الله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون . ( السجدة : 17 ) .

( وقصارى ما سلف : أنه سبحانه وصف النعيم الذي أعده للأبرار في دار كرامته بما تتطلع إليه النفوس ، وبما يشوقها إليه ، ليكون حضّا للذين يعملون الصالحات على الاستزادة من العمل والاستدامة عليه ، وحثا لهمم المقصرين ، واستنهاضا لعزائمهم أن يحرصوا على التزود من العمل الصالح ، ليكون لهم مثل ما لأولئك )ii .

29- 33- إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . كنوا يضحكون منهم استهزاء بهم وسخرية منهم ، إما لفقرهم ورثاثة حالهم ، وإما لضعفهم عن رد الأذى ، وإما لترفعهم عن سفاهة السفهاء ، فكل هذا مما يثير ضحك الذين أجرموا ، وهم يتخذون المؤمنين مادة لسخريتهم أو فكاهتهم المرذولة .

وإذا مرّوا بهم يتغامزون . يغمز بعضهم لبعض بعينه ، أو يشير بيده ، أو يأتي بحركة متعارف عليها بينهم للسخرية من المؤمنين ، وإذا انقلب هؤلاء الضالون إلى أهلهم ، ورجعوا إلى بيوتهم ، رجعوا إليها فكهين متلذين بحكاية ما يعيبون به أهل الإيمان ، إذ يرمونهم بالسخافة وقلة العقل .

وإذا رأوهم قالوا هؤلاء لضالّون . أي : وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال ، لأنهم نبذوا العقائد الفاسدة ، وتركوا عبادة الأصنام . ولم يرسل الله الكفار رقباء على المؤمنين ، ولا كلّفهم بمحاسبتهم على أفعالهم ، فما لهم هم وهذا الوصف وهذا التقرير .

روي أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه جاء في نفر من المسلمين ، فرآه بعض هؤلاء الكفار ، فسخروا منه وممن معه ، وضحكوا منهم ، وتغامزوا بهم ، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه .

والآيات ترسم مشهدا لسخرية المجرمين من المؤمنين ، وقد يكون لنزولها سبب خاص ، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ففي الآيات تعبير واقعي عن سخرية القوي الفاجر من المؤمن الصابر ، مما يدل على أن طبيعة الفجار المجرمين واحدة متشابهة في موقفها من الأبرار في جميع البيئات والعصور .

يقول الإمام محمد عبده : ومن شأن القوي المستعزّ بكثرة أتباعه وقدرته ، أن يضحك ممن يخالفه في المنزع ، ويدعوه إلى غير ما يعرفه ، وهو أضعف منه قوة وأقل عددا ، كذلك شأن جماعة من قريش-كأبي جهل ، والوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل وأتباعهم- وهكذا يكون شأن أمثالهم في كل زمان متى عمت البدع ، وتفرقت الشيع ، وخفي طريق الحق بين طرق الحق ، وجهل معنى الدين ، وأزهقت روحه من عباراته وأساليبه ، ولم يبق إلا ظواهر لا تطابقها البواطنiii .

34-36- فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون . أي : في يوم القيامة –والكفار محجوبون عن ربهم ، يقاسون ألم هذا الحجاب- يضحك المؤمنون ، ضحك من وصل به يقينه إلى مشاهدة الحق فسرّ به ، وينكشف للمؤمنين ما كانوا يرجون من إكرام الله لهم ، وخذلان أعدائهم ، على الأرائك ينظرون . وهم على سررهم في الجنة ينظرون إلى صنع الله بأعدائهم ، وإذلاله لمن كان يفخر عليهم ، وتنكيله بمن كان يهزأ بهم جزاء وفاقا .

هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون . أي أنهم ينظرون ليتحققوا : هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون بهم في الدنيا ، وإنما سمي الجزاء على العمل ثوابا لأنه يرجع إلى صاحبه نظير ما عمل من خير أو شر .

وثوّب . مثل أثاب ، بمعنى جازي ، يقع في الخير وفي الشر ، وإن كان قد غلب على الثواب في الخير . أي : هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون ؟

***

مقاصد السورة

1- وعيد المطففين .

2- بيان أن صحائف أعمال الفجار في أسفل سافلين .

3- بيان أن صحائف أعمال الأبرار في أعلى عليين .

4- وصف نعيم الأبرار في مآكلهم ومشاربهم ومساكنهم .

5- استهزاء المجرمين بالمؤمنين في الدنيا .

6- تضاحك المؤمنين منهم يوم القيامة .

7- نظر المؤمنين إلى المجرمين وهم يلقون جزاءهم ، وما أعدّ لهم من النكال .

وعيد المطففين

بسم الله الرحمان الرحيم

{ ويل للمطفّفين 1 الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3 ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون 4 ليوم عظيم 5 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6 }

المفردات :

ويل : هلاك وبوار وعذاب ، أو مقر في جهنم .

للمطففين : المنقصين في الكيل أو الوزن ، وأصله من الطفيف ، وهو الشيء اليسير ، لأنه لا يكاد يأخذ إلا الشيء اليسير .

1

التفسير :

1- ويل للمطفّفين .

الويل واد في جهنم ، بعيد قراره ، شديد عذابه ، ويطلق الويل على الهلاك والعذاب ، أي عذاب شديد للمطففين الذين يظلمون الناس في المعاملة ، حيث يستوفون حقهم كاملا وربما زائدا ، ولا يوفّون حقوق الناس بل يظلمونهم .

والسورة مكية ، وقيل مدنية ، وربما كانت من أواخر ما نزل بمكة ، أو أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ليرتدع الناس عن تطفيف الكيل والميزان .

التطفيف في مكة

كانت في مكة طائفة من الأغنياء الأقوياء يحتكرون التجارة . ويستوفون حقهم كاملا ، ويبيعون للناس كيلا ناقصا أو وزنا ناقصا ، وقد جاء الإسلام عقيدة وشريعة ، أي ينظم علاقة الناس بالله ، وينظم علاقة الناس بالناس ، فحارب تطفيف الكيل والميزان ، وتوعّد هؤلاء القساة الظالمين بعذاب شديد .

التطفيف في المدينة

كان التطفيف موجودا في المدينة ، فلما أنزل الله سورة المطففين ارتدع أهل المدينة ، وتركوا التطفيف .

وروح القرآن توضح أن التطفيف محرّم ، وكذلك كل ظلم وغبن محرّم ، فمن يأخذ حقه كاملا ولا يؤدي عمله سليما منضبطا فهو مطفف ، ومن يؤجّر عاملا فيستوفي عمله ، ولا يعطيه أجره كاملا فهو مطفف ، وكذلك الصلاة أمانة ، والصوم أمانة ، والزكاة أمانة ، والكيل أمانة ، والوزن أمانة ، فمن وفّى وفّي له ، ومن طفف فقد رأينا ما قاله الله في المطففين .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المطففين

روى أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، كان أهلها من أخبث الناس كيلا ؛ فأنزل الله هذه السورة . أو قرأها عليهم فأحسنوا الكيل بعد ذلك . ومثل الكيل الوزن والذّرع .

{ ويل }[ آية 89 البقرة ص 35 ] . الذين يبخسون حقوق الناس في الكيل والوزن عن الواجب لهم من الوفاء . جمع مطفّف ؛ من الطفيف ، وهو التافه القليل ؛ لأن ما يبخسه المطفف شيء نزر حقير . وهو وعيد شديد لمن يأخذ لنفسه وافيا ، ويعطى لغيره ناقصا ، قليلا كان أو كثيرا . وقد عظم الله أمر الكيل والوزن ؛ لابتناء المعاملات عليهما ، والناس لا يستغنون عنهما . والتطفيف فيها خيانة واعتداء على الحقوق ؛ ومبنى التعامل على الأمانة والمعادلة فيها . وقد كان قوم شعيب عليه السلام من المطففين [ آية 85 الأعراف ص 269 ، 84 هود ص 371 ] .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المطففين مكية وآياتها ست وثلاثون ، نزلت بعد سورة العنكبوت .

وهي آخر سورة نزلت بمكة ، وسميت المطففين لقوله تعالى { ويل للمطففين } .

بدأت هذه السورة بوعيد شديد للذين يعاملون الناس بالغش ونقص الكيل والوزن . ويظهر أن هذا كان متفشيا بين تجار مكة وغيرهم في ذلك الزمان ، فشددت السورة الوعيد بإعلان الحرب على المطففين الذين يستوفون حقوقهم في الكيل والوزن ، لكنهم إذا كالوا للناس أو وزنوا لهم يُنقصون في ذلك . وهذا جرم كبير ، يقول الله تعالى فيه : { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ؟ } . بذا يهددهم بوقوع البعث والحساب ، ويقرر أن أعمالهم مسجّلة عليهم في كتاب مرقوم .

كذلك شدّدت السورة النكير على التجار الذين يكذبون بيوم الدين ، والذين إذا تُليت عليهم آيات الله قالوا : إنها من أساطير الأولين . هؤلاء من أهل الجحيم ، وهم عن ربهم لمحجوبون ، ثم مصيرهم إلى جهنم ، حيث قال لهم : هذا الذي كنتم به تكذبون .

ثم ينتقل الحديث إلى الأبرار حيث أفاضت السورة في رفعة مقامهم ، والنعيم المقرر لهم ونُضرته التي تفيض على وجوههم ، والرحيق الذي يشربون منه وهم على الأرائك ينظرون ، { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } .

بعد ذلك تتحدث عن الأبرار وما كانوا يلاقونه من الفجار من إيذاء وسخرية وسوء أدب ، وما يؤول إليه الأمر يوم القيامة ، إذ يضحك الذين آمنوا من الكفار ، بعد أن يُنصفهم رب العالمين منهم .

ويل للمطففين : هلاك عظيم للذين يبخسون المكيال وينقصونه ، طفّف المكيالَ : نَقَصَه .

تبدأ السورة بحربٍ يعلنها الله على أناسٍ يمتهنون سرقة الناس ، سماهم الله «المطفِّفين » ، لأن الشيء الذي يأخذونه من حقوق الناس شيءٌ طفيف ، ولكنه سرقةٌ وغشّ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المطففين

وآياتها ست وثلاثون

{ ويل للمطففين } يعني الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس . قال الزجاج : إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان : مطفف ، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف .

أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي الصيرفي ، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، حدثني أبي ، حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال : " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً ، فأنزل الله عز وجل : { ويل للمطففين } فأحسنوا الكيل " . وقال السدي : " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها رجل يقال له : أبو جهينة ، ومعه صاعان ، يكيل بأحدهما ، ويكتال بالآخر ، فأنزل الله هذه الآية " . فالله تعالى جعل الويل للمطففين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

سورة المطففين مدنية.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

سورة المطففين وهي مكية.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

مكية في قول ابن مسعود والضحاك ويحيى بن سلام. ومدنية في قول الحسن وعكرمة ومقاتل. قال مقاتل: هي أول سورة نزلت بالمدينة. وقال ابن عباس وقتادة: مدنية إلا ثماني آيات من قوله تعالى: "إن الذين أجرموا " إلى آخرها مكي. وقال الكلبي وجابر بن زيد: قد نزلت بين مكة والمدينة...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وهي مكية في قول جماعة من المفسرين، واحتجوا لذكر الأساطير وهذا على أن تطفيف الكيل والوزن كان بمكة حسبما هو في كل أمة لا سيما مع كفرهم. وقال ابن عباس والسدي والنقاش وغيره:السورة مدنية قال السدي: كان بالمدينة رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص، فنزلت السورة فيه، يقال إنها أول سورة نزلت بالمدينة. وقال ابن عباس أيضا فيما روي عنه: نزل بعضها بمكة ونزل أمر التطفيف بالمدينة، لأنهم كانوا أشد الناس فسادا في هذا المعنى فأصلحهم الله تعالى بهذه السورة. وقال آخرون: نزلت السورة بين مكة والمدينة، وذلك ليصلح الله تعالى أمرهم قبل ورود رسوله عليهم... وأمر الكيل والوزن وكيد جدا وتصرفه في المدن ضروري في الأموال التي هي حرام بغير حق والفساد فيه كبير لا تنفع فيما وقع منه التوبة ولا يخلص إلا رد المظلمة إلى صاحبها...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

سورة التطفيف.

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :

قال السيوطي بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله {ويل للمطففين} فأحسنوا الكيل بعد ذلك...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

قال المهايمي: سميت به دلالة على أن من أخل بأدنى حقوق الخلق استحق أعظم ويل من الحق. فكيف من أخل بأعظم حقوق الحق من الإيمان به وبآياته ورسله؟ وهي مكية على الأظهر فإن سياقها يؤيد أنها كأخواتها اللائي نزلن بمكة لا سيما خاتمتها فإنها صفات المستهزئين الذين كانوا بمكة وحملها على المنافقين بالمدينة بعيد إذ لم يبلغ بهم الحال ذلك، وأما ما رواه النسائي وابن ماجة كما في ابن كثير عن ابن عباس لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله {ويل للمطففين} فأحسنوا الكيل " فقد ذكرنا مرارا أن معنى الإنزال في إطلاق السلف لا يكون مقصورا أن كذا سبب النزول بل إن كذا مما نزل فيه ذلك، كأن أهل المدينة تلي عليهم ما سبق إنزاله في مكة، وقيل لهم أنزل الله حظر ما أنتم عليه والوعيد فيه فأقلعوا وهذا ظاهر لمن له أنس بعلم الآثار وملكة فيه ومنه يعلم أن قول بعضهم نزلت بمكة إلا قصة التطفيف وقول آخر إن كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة منشؤه الحيرة في المطابقة بين ظاهر ما يتبادر من المأثور في سبب النزول وبين ما يدل عليه السياق من خلافه وبالوقوف على عرف السلف يزول الإشكال ويتضح الحال...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذه السورة تصور قطاعا من الواقع العملي الذي كانت الدعوة تواجهه في مكة -إلى جانب ما كانت تستهدفه من إيقاظ القلوب، وهز المشاعر، وتوجيهها إلى هذا الحدث الجديد في حياة العرب وفي حياة الإنسانية، وهو الرسالة السماوية للأرض، وما تتضمنه من تصور جديد شامل محيط...

.وهي تتألف من أربعة مقاطع.. يبدأ المقطع الأول منها بإعلان الحرب على المطففين: (ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون؛ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم؟ يوم يقوم الناس لرب العالمين؟).. ويتحدث المقطع الثاني عن الفجار في شدة وردع وزجر، وتهديد بالويل والهلاك، ودمغ بالإثم والاعتداء...

.والمقطع الثالث يعرض الصفحة المقابلة. صفحة الأبرار. ورفعة مقامهم. والنعيم المقرر لهم. ونضرته التي تفيض على وجوههم...والمقطع الأخير يصف ما كان الأبرار يلاقونه في عالم الغرور الباطل من الفجار من إيذاء وسخرية وسوء أدب. ليضع في مقابله ما آل إليه أمر الأبرار وأمر الفجار في عالم الحقيقة الدائم الطويل...

والسورة في عمومها تمثل جانبا من بيئة الدعوة، كما تمثل جانبا من أسلوب الدعوة في مواجهة واقع البيئة، وواقع النفس البشرية... وهذا ما سنحاول الكشف عنه في عرضنا للسورة بالتفصيل...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

سميت هذه السورة في كتب السنة وفي بعض التفاسير سورة ويل للمطففين، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه، والترمذي في جامعه. وسميت في كثير من كتب التفسير والمصاحف سورة المطففين اختصارا. ولم يذكرها في الإتقان في عداد السور ذوات أكثر من اسم وسماها {سورة المطففين} وفيه نظر... وقال الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة فهي لذلك مكية، لأن العبرة في المدني بما نزل بعد الهجرة على المختار من الأقوال لأهل علم القرآن. قال ابن عطية: احتج جماعة من المفسرين على أنها مكية بذكر الأساطير فيها أي قوله {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين}. والذي نختاره: أنها نزلت قبل الهجرة لأن معظم ما اشتملت عليه التعريض بمنكري البعث. ومن اللطائف أن تكون نزلت بين مكة والمدينة لأن التطفيف كان فاشيا في البلدين. وقد حصل من اختلافهم أنها: إما آخر ما أنزل بمكة، وإما أول ما أنزل بالمدينة، والقول بأنها نزلت بين مكة والمدينة قول حسن...

وكانت عادة فشت فيهم من زمن الشرك فلم يتفطن بعض الذين أسلموا من أهل المدينة لما فيه من أكل مال الناس. فأريد إيقاظهم لذلك، فكانت مقدمة لإصلاح أحوال المسلمين في المدينة مع تشنيع أحوال المشركين بمكة ويثرب بأنهم الذين سنوا التطفيف. وما أنسب هذا المقصد بأن تكون نزلت بين مكة والمدينة لتطهير المدينة من فساد المعاملات التجارية قبل أن يدخل إليها النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يشهد فيها منكرا عاما فإن الكيل والوزن لا يخلو وقت عن التعامل بهما في الأسواق وفي المبادلات... أغراضها: اشتملت على التحذير من التطفيف في الكيل والوزن وتفظيعه بأنه تحيل على أكل مال الناس في حال المعاملة أخذا وإعطاء. وأن ذلك مما سيحاسبون عليه يوم القيامة. وتهويل ذلك اليوم بأنه وقوف عند ربهم ليفصل بينهم وليجازيهم على أعمالهم وأن الأعمال محصاة عند الله. ووعيد الذين يكذبون بيوم الجزاء والذين يكذبون بأن القرآن منزل من عند الله. وقوبل حالهم بضده من حال الأبرار أهل الإيمان ورفع درجاتهم وإعلان كرامتهم بين الملائكة والمقربين وذكر صور من نعيمهم. وانتقل من ذلك إلى وصف حال الفريقين في هذا العالم الزائل إذ كان المشركون يسخرون من المؤمنين ويلزمونهم ويستضعفونهم وكيف انقلب الحال في العالم الأبدي...

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

في السورة تنديد بالغشاشين في الكيل والميزان وإنذار بحساب الله. واستطراد إلى ذكر مصير المكذبين والمؤمنين يوم القيامة. وحكاية لسخرية الكفار بالمؤمنين في الدنيا وانقلاب الحال في الآخرة. وآيات السورة متوازنة منسجمة مما يسوغ القول: إنها نزلت دفعة واحدة. والمصحف الذي اعتمدناه يذكر أن هذه السورة آخر السور المكية نزولا. ومعظم روايات ترتيب النزول تذكر أنها من السور المتأخرة في النزول كذلك، ومنها ما يتفق مع المصحف بأنها الآخر نزولا. غير أن مضمونها وأسلوبها يثيران في النفس شكا في ذلك ويسوغان الظن بأنها من السورة المبكرة في النزول. مثل السور القصيرة المسجّعة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

محتوى السّورة:

لقد جرى الحديث بين المفسّرين بخصوص نزولها بين مكّة والمدينة، وبملاحظة أسباب نزول الآيات الأولى من السّورة، والتي تتعلق بالذين يُخسرون الميزان، فسيظهر أنّ نزولها كان في المدينة. ولكنّ طبيعة بقية الآيات تأتي تماماً مع سياق الآيات المكّية، حيث أنّها تتحدث وبعبارات موجزة ومثيرة عن حوادث يوم القيامة، وعلى الخصوص الآيات الأخيرة من السّورة والتي تنقل لنا حالة استهزاء الكفّار بالمسلمين، وهو ما ينسجم مع أوضاع مكّة في أوائل الدعوة المباركة، حينها كان المؤمنون عصبة قليلة والكفّار كثرة من حيث العدد. ولعل ذلك هو الذي دفع بالمفسّرين لاعتبار قسم من الآيات مكّية والقسم الآخر مدنية. وعموماً، فالسّورة أقرب منها للسور المكّية من السور المدنية، وعلى أية حال، فبحوث السّورة تدور حول محاور خمسة: هي:

تحذير وإنذار شديد للمطفّفين.

الإشارة إلى أنّ منشأ الذنوب الكبيرة إنّما يأتي من عدم رسوخ الإيمان بالبعث والمعاد.

عرض لجوانب من عاقبة «الفجّار» في ذلك اليوم العظيم.

عرض لجوانب ما ينتظر المحسنين في الجنّة من نعم إلهية وعطاء ربّاني جزيل. 5 الإشارة لآثار استهزاء الكفّار بالمؤمنين في الحياة الدنيا، وانعكاس الحال في يوم القيامة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: الوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم في أسفلها للذين يُطَفّفون، يعني: للذين ينقصون الناس، ويَبْخَسونهم حقوقهم في مكاييلهم إذا كالوهم، أو موازينهم إذا وزنوا لهم عن الواجب لهم من الوفاء وأصل ذلك من الشيء الطفيف، وهو القليل النّزْر، والمطفّف: المقلّل حقّ صاحب الحقّ عما له من الوفاء والتمام في كيل أو وزن، ومنه قيل للقوم الذين يكونون سواء في حسبة أو عدد: هم سواء كطَفّ الصاع، يعني بذلك: كقرب الممتلئ منه ناقص عن الملء... عن عبد الله، قال: قال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، إن أهل المدينة لَيوفون الكيل، قال: وما يمنعهم من أن يوفوا الكيل، وقد قال الله:"وَيْلٌ للْمُطَفّفِينَ "حتى بلغ: "يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ"...

عن ابن عباس، قال: لما قَدم النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله: "وَيْلٌ لِلْمُطَفّفِينَ" فأحسنوا الكيل.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... الكفرة لم يكونوا اعتقدوا الكفر بالله تعالى لتلذذ يقع لهم نفس الكفر، ولا التزموه على التحسين لهم إياه، وإنما أعرضوا عن الإيمان لحبهم الرئاسة ولمأكلة كانت لهم، خافوا زوالها عنهم بالإسلام، وزهدوا فيه لما يلزمهم بالإيمان مؤن، واختاروا الكفر لئلا يلزمهم بالإيمان تحملها. فكان الذي يحملهم على الصد عن الإيمان وترك النظر في آيات الله تعالى وحججه ما ذكرنا، فعيروا بالأفعال الدنيئة التي كانوا يتعاطونها في ما بينهم من التطفيف والهمز واللمز وتركهم إيتاء الزكاة بقوله عز وجل: {الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون} [فصلت: 7] لينقلعوا عنها، فيحملهم ذلك على النظر في القرآن والتدبر فيه، وهو كما ذكرنا في القتال أن فيه ما يحملهم على الإيمان لأنهم كانوا يتزهدون عنه لحبهم الدنيا؛ فإذا قوتلوا ضاقت عليهم الدنيا، فبعثهم ذلك إلى الإيمان بالله تعالى وعلى النظر في آياته. وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تلا هذه الآية على أهل المدينة تركوا التطفيف فلم يطففوا بعد ذلك. [ابن ماجة 2223]. قال أهل اللغة: التطفيف النقصان؛ يقال: إناء طفّان إذا كان غير مملوء. وقال الزجاج: يقال: شيء طفيف أي يسير، فسمي مطففا لما يسرق منه شيئا فشيئا في كل مكيال، وهذا دلالة أن حرمة الربا عامة على أهل الأديان، وفيه دلالة أن حرمة الربا ليست لمكان العاقدين، وإنما هي حق على العاقدين لله تعالى؛ وذلك أن الذي يكال له كان يأخذ ما يكال له على علم منه بتطفيف البائع، ثم كان يرضى به، ويتجاوز عن ذلك، ومع ذلك لحقه التعيير بالتطفيف، فدل أن حرمته ليست لمكان العاقدين، ولكنها من حق الله تعالى...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والتطفيف: التنقيص على وجه الخيانة في الكيل أو الوزن...

جهود ابن عبد البر في التفسير 463 هـ :

أما التطفيف في لسان العرب، فهو الزيادة على العدل والنقصان منه، وذلك ذم لفاعله، قال الله تعالى: {ويل لمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}، ومن ذمه الله تعالى، استحق عقوبته، كما أن من مدحه استحق ثوابه...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{وَيْلٌ}: الويلُ كلمةٌ تُذْكَر عند وقوع البلاء، فيقال: ويلٌ لك، وويلٌ عليك! و "المطفّف"، الذي يُنْقِصُ الكيْلَ والوزنَ، وأراد بهذا الذين يعامِلون الناس فإذا أخذوا لأنفسهم استوفوا، وإذا دفعوا إِلى من يعاملهم نقصوا، ويتجلَّى ذلك في: الوزن والكيْلِ، وفي إظهار العيب، وفي القضاء والأداء والاقتضاء؛ فَمَنْ لم يَرْضَ لأخيه المسلم ما لا يرضاه لنفسه فليس بمنصف. وأمَّا الصِّدِّيقون فإنهم كما ينظرون للمسلمين فإنهم ينظرون لكلِّ مَن لهم معهم معاملة -والصدقُ عزيزٌ، وكذلك أحوالهم في الصُّحْبَةِ والمعاشرة... فالذي يرى عَيْبَ الناسِ ولا يرى عيبَ نَفْسِه فهو من هذه الجملة- جملة المطففين...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{ويل} معناه: الثبور والحزن والشقاء الأدوم،... وقال بعض العلماء: يدخل التطفيف في كل قول وعمل... وقد ذهب بعض الناس إلى أن التطفيف هو تجاوز الحد في وفاء ونقصان...

أحكام القرآن لابن العربي 543 هـ :

قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ: الْمُطَفِّفُونَ هُم الَّذِينَ يَنْقُصُونَ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ. وَقِيلَ لَهُ الْمُطَفِّف؛ لِأَنَّهُ لَا يَكَادُ يَسْرِقُ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إلَّا الشَّيْءَ الطَّفِيفَ، مَأْخُوذٌ من طَفِّ الشَّيْءِ وَهُوَ جَانِبُهُ.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ويل للمطففين} والمراد الزجر عن التطفيف، وهو البخس في المكيال والميزان بالشيء القليل على سبيل الخفية، وذلك لأن الكثير يظهر فيمنع منه، وذلك القليل إن ظهر أيضا منع منه، فعلمنا أن التطفيف هو البخس في المكيال والميزان بالشيء القليل على سبيل الخفية...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ويل} أي هلاك ثابت عظيم في كل حال من أحوال الدنيا والآخرة {للمطففين} أي الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس، وفي ذلك تنبيه على أن أصل الآفات الخلق السيئ وهو حب الدنيا الموقع في جمع الأموال من غير وجهها ولو بأخس الوجوه: التطفيف الذي لا يرضاه ذو مروءة وهم من يقاربون ملء الكيل وعدل الوزن ولا يملؤون ولا يعدلون، وكأنه من الإزالة أي أزال ما أشرف من أعلى الكيل...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

افتتاح السورة باسم الويل مؤذن بأنها تشتمل على وعيد فلفظ {ويل} من براعة الاستهلال، ومثله قوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب} [المسد: 1]. وقد أخذ أبو بكر بن الخازن من عكسه قوله في طالع قصيدة بتهنئته بمولود: بُشرى فقد أنجز الإِقبال ما وعدا والتطفيف: النقص عن حق المقدار في الموزون أو المكيل، وهو مصدر طفف...

و {ويل} كلمة دعاء بسوء الحال، وهو في القرآن وعيد بالعقاب وتقريع، والويل: اسم وليس بمصدر لعدم وجود فعل له، وتقدم عند قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} في سورة البقرة (79). وهو من عمل المتصدين للتجر يغتنمون حاجة الناس إلى الابتياع منهم وإلى البيع لهم لأن التجار هم أصحاب رؤوس الأموال وبيدهم المكاييل والموازين، وكان أهل مكة تجاراً، وكان في يثرب تجار أيضاً وفيهم اليهود مثلُ أبي رافع، وكعب بن الأشرف تاجريْ أهل الحجاز وكانت تجارتهم في التمر والحبوب. وكان أهل مكة يتعاملون بالوزن لأنهم يتجرون في أصناف السلع ويزنون الذهب والفضة وأهل يثرب يتعاملون بالكيل. والآية تؤذن بأن التطفيف كان متفشياً في المدينة في أول مدة الهجرة واختلاط المسلمين بالمنافقين يُسبب ذلك. واجتمعت كلمة المفسرين على أن أهل يثرب كانوا من أخبث الناس كيلاً فقال جماعة من المفسرين: إن هذه الآية نزلت فيهم فأحسنوا الكيل بعد ذلك...

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

وإذا كان التطفيف في الكيل والميزان يتمشى مع روح "الجاهلية الأولى"، وما عرف فيها من الربا الفاحش والعقود الفاسدة، فإنه لا ينسجم مع روح الإسلام في قليل ولا كثير، ولذلك نزل كتاب الله لمحاربته، والتنفير منه ومن أصحابه، وتهديدهم بالخسران والهلاك والويل...

الشعراوي – 1419هـ:

يستهل الحق سبحانه وتعالى هذه السورة بأداة من أدوات الاستيفاء، وعملية من عمليات أخذ الحقوق وأداء الواجبات، فيقول: {ويلٌ للمطفّفين (1) الذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2) وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3)}، فقد اختل عندهم ميزان الاستيفاء والأداء، فيجب أن يكون الميزان واحداً، ما تستوفي به يجب أن تؤدي به، أما أن تستوفي بالمعيار الواسع، وتؤدي بالمعيار الضيق فذلك هو الظلم الذي ينشأ عنه الفساد في المجتمع.

ففساد المجتمع ينشأ من حرص الناس جميعاً على أن يأخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة إن لم تكن زائدة، ثم حين يطلب منهم الواجب يؤدونه مطفوفاً، فلو أن كل إنسان حرص على أن يؤدي واجبه كما يحرص على أن يأخذ حقه لاستقامت أمور الدنيا...

فاستهلال السورة بـ: {ويلٌ} وهو العنف في العذاب الشديد، لم يأت بعد ذلك بما هو متوقع، فلم يقل مثلاً: ويل للقتلة، أو: ويل لأصحاب الفحشاء، أو ما شابه ذلك، ولكنه يذكر شيئاً مما يستصغره الناس: {ويلٌ للمطفّفين} والتطفيف هو الازدياد اليسير، من طفّ الصاع أو الكيل، وذلك حين تأخذه من جانب وتضعه في جانب آخر فقد تخونك يدك، فيكون ذلك سبباً في الويل.

وهل يستحق هذا التطفيف القليل أن يكون جزاؤه هذا الجزاء الشديد؟! نعم؛ لأن هذا الشيء القليل يدل على حقارة النفس، كأن تكون غنيّا، وتمتلك الجاه من الشيء التافه، وإذا كنت تفتري في الشيء التافه فالافتراء على الشيء الأكثر منه وارد؛ لأنه ما دامت النفس قد وصلت إلى هذا المستوى وتريد أن تأخذ من الشيء الحقير، فمن باب أولى أن تأخذ من الشيء الأكبر.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المطففين مكية في قول ابن مسعود والضحاك ومقاتل . ومدنية في قول الحسن وعكرمة . وهي ست وثلاثون آية .

قال مقاتل : وهي أول سورة نزلت بالمدينة . وقال ابن عباس وقتادة : مدنية إلا ثماني آيات من قوله : " إن الذين أجرموا " إلى آخرها مكي . وقال الكلبي وجابر بن زيد : نزلت بين مكة والمدينة .

فيه أربع مسائل :

الأولى- روى النسائي عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله تعالى : " ويل للمطففين " فأحسنوا الكيل بعد ذلك . قال الفراء : فهم من أوفى الناس كيلا إلى يومهم هذا . وعن ابن عباس أيضا قال : هي : أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة نزل المدينة ، وكان هذا فيهم ، كانوا إذا اشتروا استوفوا بكيل راجح ، فإذا باعوا بخسوا المكيال والميزان ، فلما نزلت هذه السورة انتهوا ، فهم أو في الناس كيلا إلى يومهم هذا . وقال قوم : نزلت في رجل يعرف بأبي جهينة ، واسمه عمرو ، كان له صاعان يأخذ بأحدهما ، ويعطي بالآخر ، قاله أبو هريرة رضي الله عنه .

الثانية- قوله تعالى : " ويل " أي شدة عذاب في الآخرة . وقال ابن عباس : إنه واد في جهنم يسيل فيه صديد . أهل النار ، فهو قوله تعالى : " ويل للمطففين " أي الذين ينقصون مكاييلهم وموازينهم . وروي عن ابن عمر قال : المطفف : الرجل يستأجر المكيال وهو يعلم أنه يحيف في كيله فوزره عليه . وقال آخرون : التطفيف في الكيل والوزن والوضوء والصلاة والحديث . في الموطأ قال مالك : ويقال لكل شيء وفاء وتطفيف . وروى عن سالم ابن أبي الجعد قال : الصلاة بمكيال ، فمن أوفى له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله عز وجل في ذلك : " ويل للمطففين " .

الثالثة- قال أهل اللغة : المطفف مأخوذ من الطفيف ، وهو القليل ، والمطفف هو المقل حق صاحبه بنقصانه عن الحق ، في كيل أو وزن . وقال الزجاج : إنما قيل للفاعل من هذا مطفف ؛ لأنه لا يكاد يسرق من المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف الخفيف ، وإنما أخذ من طف الشيء وهو جانبه . وطفاف المكوك وطفافه بالكسر والفتح : ما ملأ أصباره ، وكذلك طف المكوك وطففه ، وفي الحديث : ( كلكم بنو آدم طَفَّ الصاعِ لم تملئوه ) وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل ، والمعنى بعضكم من بعض قريب ، فليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى . والطفاف والطفافة بالضم : ما فوق المكيال . وإناء طفاف : إذا بلغ الملء طفافه . تقول منه : أطففت . والتطفيف : نقص المكيال وهو ألا تملأه إلى أصباره ، أي جوانبه . يقال : أدهقت الكأس إلى أصبارها أي إلى رأسها . وقول ابن عمر حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبق الخيل : كنت فارسا يومئذ فسبقت الناس حتى طفف بي الفرس مسجد بني زريق ، حتى كاد يساوي المسجد . يعني : وثب بي .

الرابعة- المطفف : هو الذي يخسر في الكيل والوزن ، ولا يوفي حسب ما بيناه . وروى ابن القاسم عن مالك : أنه قرأ " ويل للمطففين " فقال : لا تطفف ولا تخلب{[15843]} ، ولكن أرسل وصب عليه صبا ، حتى إذا استوفى{[15844]} أرسل يدك ولا تمسك . وقال عبد الملك بن الماجشون : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسح الطفاف ، وقال : إن البركة في رأسه . قال : وبلغني أن كيل فرعون كان مسحا بالحديد .


[15843]:كذا في الأصول: أي لا تغش وفي ابن العربي (ولا تجلب).
[15844]:في أ، ح، ز، ط، ل، وابن العربي: "استوى".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التطفيف{[1]}

مقصودها شرح آخر الانفطار بأنه لابد من دينونة العباد يوم التناد بإسكان الأولياء أهل الرشاد دار النعيم ، والأشقياء أهل الضلال والعناد غار الجحيم ، ودل على ذلك بأنه مربيهم والمحسن إليهم بعموم النعمة ، ولا يتخيل عاقل أن أحدا يربي أحدا من غير سؤال عما{[2]}حمله إياه وكلفه به ولا أنه لا ينصف بعض من يربيهم من بعض ، واسمها التطفيف أدل{[3]} ما فيها/ على ذلك { بسم الله } الذي له الحكمة البالغة والقدرة الكاملة { الرحمن } الذي عم بنعمة الإيجاد والبيان الشاملة { الرحيم* } الذي أكرم حزبه بالتوفيق{[4]} لحسن المعاملة .

ولما{[72102]} ختم الانفطار بانقطاع الأسباب وانحسام الأنساب{[72103]} يوم الحساب-{[72104]} ، وأبلغ في التهديد بيوم الدين وأنه لا أمر لأحد معه ، وذكر الأشقياء والسعداء ، وكان أعظم ما يدور{[72105]} بين العباد{[72106]} المقادير ، وكانت المعصية بالبخس فيها من أخس المعاصي وأدناها ، حذر من الخيانة فيها وذكر ما أعد لأهلها وجمع إليهم كل من اتصف بوصفهم فحلمه وصفه على نوع من المعاصي ، كل ذلك تنبيهاً للأشقياء الغافلين على ما هم فيه من السموم الممرضة المهلكة ، ونبه على{[72107]} الشفاء لمن أراده فقال-{[72108]} : { ويل } أي هلاك ثابت عظيم في كل حال من أحوال الدنيا والآخرة { للمطففين } أي الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس ، وفي ذلك تنبيه على أن أصل الآفات الخلق السيىء وهو حب الدنيا الموقع في جمع الأموال من غير وجهها ولو بأخس الوجوه : التطفيف الذي لا يرضاه ذو مروءة وهم{[72109]} من يقاربون ملء الكيل وعدل الوزن ولا يملؤون ولا يعدلون ، وكأنه من الإزالة أي أزال ما أشرف من أعلى الكيل ، من الطف ، وهو ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق ، ومنه ما في حديث ابن عمر{[72110]} رضي الله تعالى عنهما قال : كنت فارساً فسبقت الناس حتى طفت{[72111]} لي الفرس مسجد بني زريق - يعني أن الفرس وثب حتى كاد يساوي المسجد ، ويقال : طف الرجل الحائط - إذا علاه ، أو من القرب ، من قولهم : أخذت من متاعي ما خف وطف ، أي قرب مني ، وكل شيء أدنيته من شيء فقد أطففته ، والطفاف من الإناء وغيره : ما قارب أن يملأه ، ولا يتم ملأه ، وفي الحديث : " كلكم بنو آدم طف الصاع " ، أو من الطفف وهو التقتير ، يقال : طفف عليه تطفيفا - إذا قتر عليه ، أو من الطفيف وهو من الأشياء الخسيسة{[72112]} الدون والقليل ، فكأن التضعيف للإزالة على المعنى الأول كما مضى ، وللمقاربة الكثيرة على المعنى الثاني أي أنه يقار ملء المكيال مقاربة كبيرة مكراً وخداعاً حتى يظن صاحب الحق أنه-{[72113]} وفى ولا يوفي ، يقال : أطف فلان لفلان - إذا أراد ختله ، وإذا نهى عن هذا فقد نهى عما نقص أكثر بمفهوم الموافقة ، وعلى المعنى{[72114]} الثالث بمعنى التقتير والمشاححة في{[72115]} الكيل ، وعلى المعنى الرابع بمعنى التنقيص والتقليل فيه ، وكأنه اختير هذا اللفظ لأنه لا يكاد يسرق{[72116]} في الميزان والمكيال إلا الشيء-{[72117]} اليسير جداً ، هذا أصله في اللغة


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[72102]:من م، وفي الأصل و ظ: ولما.
[72103]:من ظ و م، وفي الأصل: الأسباب.
[72104]:زيد من ظ و م.
[72105]:زيد في الأصل: ما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72106]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[72107]:زيد في الأصل: أن، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72108]:زيد من ظ و م.
[72109]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يرضا.
[72110]:من ظ و م، وفي الأصل: هو.
[72111]:من ظ و م، في الأصل: ابن عمرو.من م، وفي الأصل و ظ: طفف.
[72112]:من ظ و م، وفي الأصل: الخسيسة.
[72113]:زيد من ظ و م.
[72114]:من ظ و م، وفي الأصل: معنى.
[72115]:من ظ و م، وفي الأصل: على.
[72116]:من م، وفي الأصل و ظ: يشرف.
[72117]:زيد من ظ و م.