التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

سورة المطففين

قول تعالى { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } .

قال ابن ماجة : حدثنا عبد الرحمان بن بشر بن الحكم ، ومحمد بن عقيل ابن خويلد قالا : ثنا علي بن الحسين بن واقد ، حدثني أبي ، حدثني يزيد النحوي ؛ أن عكرمة حدثه عن ابن عباس ؛ قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله سبحانه { ويل للمطففين } فأحسنوا الكيل بعد ذلك .

[ السنن-التجارات ، ب التوقي في الكيل والوزن –ح 2223 قال البوصيري : هذا إسناد حسن ، [ مصباح الزجاجة 2/ 181 ] ، وقال الألباني : حسن [ صحيح ابن ماجة 2/19 ] ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه [ الإحسان 7/ 208 ح 4898 ] ، والحاكم في [ المستدرك 2/ 33 ] من طرق عن يزيد النحوي به ، قال الحاكم : صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وصحح إسناده الحافظ ابن حجر [ فتح الباري 8/695-696 ] ، وكذا [ الحافظ السيوطي ، ب النقول ص 228 ] .

قال ابن حبان : أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ، حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، حدثنا سفيان ، حدثنا عثمان بن أبي سليمان ، عن عراك بن مالك ، عن أبي هريرة قال : قدمت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر ورجل من بني غفار يؤمهم في الصبح فقرأ في الأولى { كهيعص } وفي الثانية { ويل للمطففين } وكان عندنا رجل له مكيالان ، مكيال كبير ومكيال صغير يعطي بهذا ويأخذ بهذا ، فقلت : ويل لفلان . [ الإحسان 16/ 109-110 ح 7156- ك إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة قال محقق الإحسان : إسناده صحيح على شرط مسلم وعزاه الهيثمي للبزار ، ثم قال : رجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود الجحدري –شيخ البزار- وهو ثقة ، [ مجمع الزوائد 7/ 135 ] .

وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالكيل والوزن وحذر من النقصان منهما كما قال تعالى : { وأوفوا الكيل والميزان بالقسط } سورة الأنعام : 152 ، وقال تعالى في قصة شعيب مع أهل مدين { ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير } . . . { ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم } سورة هود آية : 84-85 .