النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المطففين

مكية{[1]} في قول ابن مسعود والضحاك ويحيى بن سلام . ومدنية في قول الحسن وعكرمة ومقاتل .

قال مقاتل : هي أول سورة نزلت بالمدينة . وقال ابن عباس وقتادة : مدنية إلا ثماني آيات من قوله تعالى : " إن الذين أجرموا " إلى آخرها مكي .

وقال الكلبي وجابر بن زيد : قد نزلت بين مكة والمدينة .

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى : { ويْلٌ للمطفّفين } قال ابن عباس : كان أهل المدينة من أخبث الناس كيلاً ، إلى أن أنزل الله تعالى : { ويل للطففين } فأحسنوا الكيل ، قال الفراء : فهم من أوفى الناس كيلاً إلى يومهم هذا .

وأغمض بعض المتعمقة فحمله على استيفاء العبادة بين الناس جهراً ، وفي النقصان سراً .

وفي " ويل " سبعة أقاويل :

أحدها : أنه واد في جهنم ، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً .

الثاني : صديد أهل النار ، قاله ابن مسعود .

الثالث : أنه النار ، قاله عمر مولى عفرة .

الرابع : أنه الهلاك ، قاله بعض أهل اللغة .

الخامس : أنه أشق العذاب .

السادس : أنه النداء بالخسار والهلاك ، وقد تستعمله العرب في الحرب والسلب .

السابع : أن أصله ويْ لفلان ، أي الجور لفلان ، ثم كثر استعمال الحرفين فوصلا بلام الإضافة .

والمطفف : مأخوذ من الطفيف وهو القليل ، والمطفف هو المقلل حق صاحبه بنقصانه عن الحق في كيل أو وزن .

قال الزجاج : بل مأخوذ من طف الشيء وهي جهته{[3220]} .


[1]:- ذكر العلماء لفاتحة الكتاب اثنى عشر اسما هي: فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب وسورة الصلاة وسورة الحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم والشفاء والرقية والأساس والوافية والكافية، والحديث عند أبي داود رقم 1457 والترمذي رقم 3320.
[3220]:في تفسير القرطبي نقلا عن الزجاج أن طف الشيء جانبه.