بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ يَجۡمَعُكُمۡ لِيَوۡمِ ٱلۡجَمۡعِۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

ثم قال : { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ } يعني : تبعثون في يوم يجمعكم { لِيَوْمِ الجمع } يعني : يوم تجمع فيه أهل السماء وأهل الأرض ، ويجمع فيه الأولون والآخرون . قرأ يعقوب الحضرمي { يَوْمٍ } بالنون ، وقراءة العامة بالياء ومعناهما واحد . ثم قال : { ذَلِكَ يَوْمُ التغابن } يعني : يغبن فيه الكافر نفسه . وأصله ومنازله في الجنة ، يعني : يكون له النار مكان الجنة ، وذلك هو الغبن والخسران . ثم قال : { وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا } يعني : يوحد الله تعالى ويؤدِّي الفرائض . { يُكَفّرْ عَنْهُ سيئاته } يعني : ذنوبه ، { وَيُدْخِلْهُ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفوز العظيم } يعني : النجاة الوافرة . قرأ نافع ، وابن عامر { نَّكْفُرَ } و { ندخله } كلاهما بالنون ، والباقون كلاهما بالياء ، ومعناهما واحد .