السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا} (29)

{ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } أي : بما لم تبحه الشريعة من نحو السرقة والخيانة والغصب والقمار والربا ، وقوله تعالى : { إلا أن تكون تجارة } استثناء منقطع أي : لكن أن تقع تجارة على قراءة الرفع وهي قراءة غير عاصم وحمزة والكسائي وأمّا هؤلاء فقرؤوا بالنصب على كان الناقصة وإضمار الاسم أي : إلا أن تكون الأموال تجارة { عن تراض منكم } أي : فلكم أن تأكلوها { ولا تقتلوا أنفسكم } أي : بارتكاب ما يؤدّي إلى هلاكها في الدنيا والآخرة ، وقال الحسن : يعني إخوانكم أي : لا يقتل بعضكم بعضاً أو لا يقتل الرجل نفسه كما يفعله بعض الجهلة .

روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) .

وروي أنّ الله تعالى يقول : ( بادرني عبدي بنفسه فحرّمت عليه الجنة ) .

وعن عمرو بن العاص أنه تأوّله في التيمم لخوف البرد فلم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم { إنّ الله كان بكم } يا أمّة محمد { رحيماً } حيث أمر بني إسرائيل بقتل الأنفس ونهاكم عنه .