السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا} (5)

ولما كان المشركون يعيرونه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالفقر والضيقة حتى سبق إلى وهمه أنهم رغبوا عن الإسلام لافتقار أهله واحتقارهم ، ذكره ما أنعم الله به عليه من جلائل النعم ، ثم وعده اليسر والرخاء بعد الشدّة فقال تعالى : { فإن مع العسر } ، أي : ضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم { يسراً } ، أي : كالشرح والوضع والتوفيق للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يهمك ، فإن مع العسر الذي أنتم فيه يسراً . فإن قيل : إنّ مع للصحبة فما معنى اصطحاب العسر واليسر ؟ أجيب : بأن الله تعالى أراد أن يصيبهم بيسر بعد العسر الذي كانوا فيه بزمان قريب ، فقرب اليسر المترقب حتى جعله كالمقارن للعسر زيادة في التسلية وتقوية القلوب .