{ فإن مع العسر يسرا } أي أن مع الضيقة سعة ، ومع الشدة رخاء ومع الكرب فرجا ، وفي هذا وعد منه سبحانه بأن كل عسير يتيسر ، وكل شديد يهون ، وكل صعب يلين ، ومع بمعنى ( بعد ) ، وفي التعبير بها إشهار بغاية سرعة مجيء اليسر كأنه مقارن .
عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا وحياله جحر فقال : " لو دخل العسر هذا الجحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه فأنزل الله { إن مع اليسر يسرا } الخ ولفظ الطبراني : وتلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } " وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه مرفوعا نحوه . قال السيوطي : وسنده ضعيف .
وعن ابن مسعود مرفوعا " لو كان العسر في جحر لتبعه اليسر حتى يدخل فيه فيخرجه ولن يغلب عسر يسرين ، إن الله يقول : إن مع العسر يسرا " {[1723]} الخ أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر ، وابن المنذر والبيهقي في الشعب ، قال البزار : لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح ، قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف ، ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن ابن مسعود .
ثم زاد سبحانه هذا الوعد تقريرا وتوكيدا فقال مكررا له بلفظ { إن مع العسر يسرا } أي : إن مع ذلك العسر المذكور سابقا يسرا آخر لما تقرر من أنه إذا أعيد المعرف يكون الثاني عين الأول سواء كان المراد به الجنس أو العهد بخلاف المنكر إذا أعيد فإنه يراد بالثاني فرد مغاير لما أريد بالفرد الأول في الغالب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في معنى هذه الآية أنه لن يغلب عسر يسرين .
قال الواحدي : وهذا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والمفسرين على أن العسر واحد واليسر اثنان ، قال الزجاج : ذكر العسر مع الألف واللام ، ثم ثنى ذكره فصار المعنى أن مع العسر يسرين ، قيل والتنكير في اليسر للتفخيم والتعظيم وهو في مصحف ابن مسعود غير مكرر .
قرأ الجمهور بسكون السين في العسر واليسر في الموضعين ، وقرئ بضمها في الجميع وفيه خلاف هل هو أصل أو مثقل من المسكن .
وعن الحسن قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فرحا مسرورا وهو يضحك ويقول : لن يغلب عسر يسرين ، إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا " أخرجه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي ، وهذا مرسل ، وروي نحوه مرفوعا مرسلا عن قتادة .
ولما عدد سبحانه عليه – صلى الله عليه وسلم – نعمه السالفة ووعده بالنعم الآتية بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة فقال { فإذا فرغت فانصب } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.