إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ} (30)

{ وَمَا أصابكم من مُّصِيبَةٍ } أيُّ مصيبةٍ كانتْ { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } أي فهيَ بسببِ معاصيكُم التي اكتسبتمُوها . والفاءُ لأنَّ ما شرطيةٌ أو متضمنةٌ لمَعْنى الشرطِ . وقُرِئ بدونِها اكتفاءً بما في الباء من مَعْنى السببيةِ . { وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } من الذنوبِ فلا يعاقبُ عليها . والآيةُ مخصوصةٌ بالمجرمينَ فإنَّ ما أصابَ غيرَهُم لأسبابٍ أُخرى منها تعريضُه للثوابِ بالصبرِ عليهِ .