الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِۗ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية

قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : إنّها مكّيّة إلاّ آيتين ، قوله : ) وَلاَ يَزَالُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا يُصِيْبَهُمْ بِما صَنَعُوا ( ، وقوله ) ومَن عنده علم الكتاب ( .

وهي ثلاثة آلاف وخمسمائة وست أحرف وثمان و ( . . . . . . . . . . ) وخمسون كلمة وثلاث وأربعون آية .

سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة الرعد أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كلِّ سحاب مضى وكلّ سحاب يكون إلى يوم القيامة ، وكان يوم القيامة من الموفين بعهد الله عزّ وجلّ ) .

{ المر } قال ابن عباس : معناه : أنا الله أعلم وأرى { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } يعني تلك الأخبار التي قصصناها عليك آيات التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة { وَالَّذِي أُنزِلَ } يعني وهذا القرآن الذي أُنزل { إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } هو { الْحَقُّ } فاعتصم به واعمل بما فيه ، فيكون محلّ الذي رفعاً على الابتداء و ( الحقّ ) خبره ، وهذا كلّه معنى قول مجاهد وقتادة ، ويجوز أن يكون محلّ ( الذي ) خفضاً يعني تلك آيات الكتاب وآياتُ الذي أنزل إليك ثم ابتداء الحقّ يعني ذلك الحقّ كقوله : ( وَهُمْ يَعْلَمُوْنَ الْحَقّ ) يعني ذلك الحقّ .

وقال ابن عباس : أراد بالكتاب القرآن فيكون معنى الآية على هذا القول : هذه آيات الكتاب يعني القرآن ، ثمّ قال : وهذا القرآن الذي أُنزل إليك من ربّك هو الحقّ ، قال الفرّاء : وإنْ شئت جعلت ( الذي ) خفضاً على أنّه نعت الكتاب وإن كانت فيه الواو كما تقول في الكلام : أتانا هذا الحديث عن أبي حفص والفاروق وأنت تريد ابن الخطّاب ، قال الشاعر :

أنا الملك القرم وابن الهُمام *** وليث الكتيبة في المزدحم

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } قال مقاتل : نزلت هذه الآية في مشركي مكّة حين قالوا : إنّ محمّداً يقول القرآن من تلقاء نفسه ،