الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فَلِذَلِكَ } أي فإلى ذلك الّذين أوتوا الكتاب . { فَادْعُ } كقوله :

{ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } [ الزلزلة : 5 ] أي إليها { وَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } اثبت على الدين الذي به أمرت { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } أي أن أعدل أو كي أعدل ، كقوله :

{ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 71 ] .

قال ابن عباس : لأسوي بينكم في الدّين ، وأؤمن بكلّ كتاب وكلّ رسول ، وقال غيره : لأعدل بينكم في جميع الأحوال والأشياء . قال قتادة : أُمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يعدل ، فعدل حتّى مات ، والعدل ميزان الله تعالى في الأرض ، وذكر لنا إنّ داود ( عليه السلام ) ، قال : ثلاث من كنّ فيه فهو الفائز : القصد في الغنى والفقر ، والعدل في الرضا والغضب ، والحسنة في السرّ والعلانية ، وثلاث من كنّ فيه أهانته : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأربع من أعطيهنّ ، فقد أعطي خير الدّنيا والآخرة : لسان ذاكر ، وقلب شاكر ، وبدن صابر ، وزوجة مؤمنة .

{ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ } لا خصومة . { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } نسختها آية القتال . { اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } لفصل القضاء . { وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }