بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

وقوله تعالى : { فَلِذَلِكَ فادع } يعني : فإلى ذلك ادعهم يعني : إلى القرآن ، ويقال : إلى التوحيد { واستقم كَمَا أُمِرْتَ } يعني : استقم عليه كما أمر { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ } يعني : لا تعمل بهواهم ، وذلك حين دعوه إلى ملة آبائه { وَقُلْ آمَنتُ } يعني : صدقت { بِمَا أَنزَلَ الله مِن كتاب } يعني : بجميع ما أنزل الله من الكتب عليَّ وعلى من كان قبلي { وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ } وهو الدعوة إلى التوحيد ، وإلى قول : لا إله إلا الله { الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } يعني : خالقنا وخالقكم { لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم } يعني : لنا ديننا ، ولكم دينكم { لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } يعني : لا خصومة بيننا وبينكم في الدين ، { الله يجمع بيننا وبينكم } يعني : يوم القيامة { وَإِلَيْهِ المصير } يعني : إليه المرجع في الآخرة .