قوله تعالى : { فلذلك فادع واستقم } إلى قوله : { لفي ظلال بعيد }{[60769]} أي : فإلى ذلك الدين{[60770]} يا محمد فادع الناس واستقم{[60771]} .
فاللام في ( فلذلك ) / بمعنى ( إلى ){[60772]} كما قال : { بأن ربك أوحى لها }{[60773]} أي{[60774]} : إليها{[60775]} .
{ واستقم كما أمرت } أي : واستقم يا محمد على العمل بذلك الدين ، وأثبت عليه كما أمرك ربك .
( وقيل : ( ذلك ) بمعنى : هذا{[60776]} . والتقدير : فلهذا القرآن فادع الناس يا محمد واستقم على العمل به كما أمرك ربك .
وقيل : اللام ){[60777]} على بابها ، والمعنى : ومن أجل ذلك الذي تقدم ذكره فادع إلى عبادة الله واستقم على ( ما أمرك{[60778]} ) ربك{[60779]} .
وفي الكلام تقديم وتأخير . والتقدير فيه : كبر على المشركين ما تدعوهم إليه فلذلك فادع ، أي فإلى ذلك ( الدين فادع ){[60780]} عباد الله واستقم كما أمرت .
ثم قال : { ولا تتبع أهواءهم } أي : ولا تتبع أهواء المشركين في الحق الذي شرعه الله لكم من الدين{[60781]} .
{ وقل أمنت بما أنزل الله من كتاب } أي : وقل يا محمد صدقت بما أنزل الله من كتاب ، كائنا ذلك الكتاب ما كان لا أكذب بشيء منه ، كما كذبتم أيها المشركون ببعضه ، وصدقتم ببعضه .
ثم قال تعالى : { وأمرت لأعدل بينكم } أي : وأن أسير{[60782]} فيكم أجمعين بالحق الذي بعثني ( الله به ){[60783]} .
قال قتادة : ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعدل ، فعدل ، حتى مات صلى الله عليه وسلم . والعدل ميزان الله في الأرض ، به يأخذ المظلوم من الظالم ، والضعيف من الشديد ){[60784]} وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ثلاث من كن فيه أنجينه : القصد في الفاقة والغنى ، والعدل{[60785]} في الرضى والغضب ، والخشية في السر والعلانية .
وثلاث من كن فيه أهلكته : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه .
وأربع من أعطيهن{[60786]} فقد أعطي خير الدنيا والآخرة : لسان ذاكر ، وقلب شاكر ، وبدن صابر ، وزوجة موافقة " {[60787]} .
ثم قال تعالى : { الله ربنا وربكم } ، أي : مالكنا ومالككم . وهذا كله خطاب لجميع الأحزاب من أهل الكتابين .
{ لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } أي : لنا ثواب ما اكتسبنا من الأعمال ، ولكم ثواب ما اكتسبتم منها .
{ لا حجة بيننا وبينكم } ، أي : ( لا خصومة ) : قاله مجاهد وابن زيد{[60788]} . وقيل : ( المعنى : لا خصومة بيننا ){[60789]} لأن الحق قد تبين{[60790]} لكم صوابه{[60791]} . فاحتجاجكم إنما هو عناد في أمر قد تبين لكم صوابه ( فاحتجاجكم إنما هو فيما قد علمنا أنكم ){[60792]} تعلمونه وتنكرونه بعد علمكم بصحته .
ثم قال تعالى : { الله يجمع بيننا وإليه المصير } أي : يجمع بيننا في موقف يوم{[60793]} القيامة فيقضي بيننا بالحق فيما اختلفنا فيه ، وإليه مصيرنا أجمعين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.