الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَقۡرَءُونَ كِتَٰبَهُمۡ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلٗا} (71)

وقوله سبحانه : { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بإمامهم } [ الإسراء : 71 ] .

يحتمل أن يريد باسْمِ إِمامهم ، فيقول : يا أمة محمَّد ، ويا أتباع فِرْعَوْنَ ، ونحو هذا ، ويحتمل أن يريد : مع إِمامهم أنْ تجيء كل أمَّة معها إِمامها من هادٍ ومضلٍّ ، واختلف في «الإمام » ، فقال ابن عباس والحسن : كتابهم الذي فيه أعمالهم ، وقال قتادة ومجاهد : نبيهم ، وقال ابن زيد : كتابهم الذي نَزَلَ عليهم ، وقالت فرقة : متَّبَعُهُمْ مِنْ هادٍ أو مُضِلٍّ ، ولفظة «الإِمام » تعمُّ هذا كلَّه .

وقوله سبحانه : { فَمَنْ أُوتِيَ كتابه بِيَمِينِهِ } : حقيقةٌ في أن في القيامة صحائفَ تتطاير ، وتوضعُ في الأيْمَان لأهل الأَيْمانَ ، وفي الشمائل لأهل الكُفْر والخذلان ، وتوضع في أيمان المذْنِبِين الذين يَنْفُذُ عليهم الوعيد ، فيستفيدون منها أنهم غَيْرُ مخلَّدين في النار .

وقوله سبحانه : { يَقْرَءُونَ كتابهم } : عبارةٌ عن السرور بها ، أي : يردِّدونها ويتأمَّلونها .

وقوله سبحانه : { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } أي : ولا أقلَّ .