الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا} (9)

وقوله سبحانه : { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أصحاب الكهف والرقيم كَانُوا مِنْ آياتنا عَجَبًا } [ الكهف : 9 ] .

أي : ليسوا بعجب من آياتِ اللَّهِ ، أي فلا يَعْظُمْ ذلك عليك بحسب ما عَظَّمه السائلون ، فإِن سائر آيات اللَّه أعظَمُ من قصتهم ، وهو قول ابن عباس وغيره ، واختلف الناس في { الرَّقِيمِ } ما هو ؟ اختلافاً كثيراً ، فقيل : «الرقيم » كتابٌ في لوحِ نُحَاسٍ ، وقيل : في لوحِ رَصَاصٍ ، وقيل : في لوحِ حجارةٍ كتبوا فيه قصَّة أهْل الكهفِ ، وقيل غير هذا ، وروي عن ابن عباس أنه قال : ما أدْرِي مَا الرَّقِيم ؟

قال ( ع ) : ويظهر من هذه الرواياتِ أنهم كانوا قوماً مؤَرِّخين ، وذلك مِنْ نُبْل المملكة ، وهو أمر مفيدٌ .