الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (59)

وقوله تعالى : { فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ }[ البقرة :59 ] .

روي أنهم لما جاءوا الباب دخلوا من قبل أدبارهم القهقرى ، وفي الحديث ( أنهم دَخَلوا يَزْحَفُونَ على أَسْتَاِهِمْ ، وبدَّلوا ، فقالوا : حَبَّة في شَعْرَة ) وقيل : قالوا : حِنْطَة حبَّة حمراء في شَعْرة ، وقيل : شعيرة ، وحكى الطبريُّ ، أنهم قالوا : «هَطِّي شَمْقَاثَا أَزْبَه » وتفسيره ما تقدَّم ، وفي اختصار الطبريِّ ، وعن مجاهد قال : أمر موسى قومَهُ أنْ يدخلوا الباب سُجَّداً ، ويقولُوا : حِطَّة ، وطُؤْطِئ لهم البابُ ، ليسجدوا فلم يسجدوا ، ودخلوا على أدبارهم ، وقالوا : حِنْطَة .

وذكر عزَّ وجلَّ فعل سلفهم تنبيهاً أنَّ تكذيبهم لمحمَّد صلى الله عليه وسلم جَارٍ على طريق سلَفهم في خلافهم على أنبيائهم ، واستخفافهم بهم ، واستهزائهم بأمر ربِّهم انتهى .

و( الرِّجْز ) العَذَابُ ، قال ابن زيد وغيره : فبعث اللَّه على الذينَ بدَّلوا الطاعونَ ، فأذهب منهم سبْعِينَ أَلْفاً ، وقال ابن عبَّاس : أمات اللَّه منهم في ساعةٍ واحدةٍ نيِّفاً على عشرينَ ألْفاً .