فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (59)

58

{ فبدل } فغير .

{ رجزا } عذابا ونتنا .

{ فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدلوا وقالوا حبة في شعرة ) وقال ابن عباس قال : ركعا من باب صغير فدخلوا من قبل أستاههم وقالوا حنطة فذلك قوله تعالى : { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } – أي : فبدل الظالمون منهم قولا غير الذي قيل لهم وذلك أنه قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة . . . فزادوا حرفا في الكلام فلقوا من البلاء ما لقوا تعريفا أن الزيادة في الدين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر شديدة الضرر هذا في تغيير كلمة هي عبارة عن التوبة أوجبت كل ذلك من العذاب فما ظنك بتغيير ما هو من صفات المعبود هذا والقول أنقص من العمل فكيف في التغيير والتبديل في الفعل ؛ . . . .

{ فأنزلنا على الذين ظلموا } كرر لفظ { ظلموا } ولم يضمره تعظيما للأمر ؛ . . . { رجزا } . . . . ؛ والرجز : العذاب ( بالسين ) النتن والقذر . . . وقال الفراء : الرجز هو الرجس . . . وهو مشتق من الرجز وهو داء يصيب الإبل في أعجازها فإذا ثارت ارتعشت أفخاذها { بما كانوا يفسقون } أي بفسقهم والفسق الخروج . . . {[295]} - .


[295]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن لمحمد القرطبي – رحمه الله-.