الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (59)

قوله : ( فَبَدَّلَ الذِينَ ظَلَمُوا ) [ 58 ] .

روى أبو( {[2192]} ) هريرة عن النبي [ عليه السلام ]( {[2193]} ) أنه [ قال ]( {[2194]} ) : " قال الله تعالى لبني( {[2195]} ) إسرائيلَ : ادْخُلُوا البَابَ سجَّداً ، وقُولُوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ، فَبَدَّلُوا وَدَخَلُوا البَابَ يَزْحُفُون( {[2196]} ) على أسْتاهِهِم ، وقالوا( {[2197]} ) : حَبَّةٌ في شَعِيرة " ( {[2198]} ) .

وقال ابن عباس عن النبي [ عليه السلام ] ( {[2199]} ) إنهم قالوا : " حنطة في شعير " ( {[2200]} ) .

وقيل : إنهم تكلموا بكلام بالنبطية على جهة الاستهزاء والخلاف . وقال ابن مسعود : " قالوا( {[2201]} ) حنطة حمراء فيها شعير " ( {[2202]} ) .

وعن ابن عباس أنه قال : " إنهم دخلوا الباب من قِبلِ أستاههم ، وكان باباً صغيراً ويقولون حنطة " ( {[2203]} ) .

قال الفراء : " قال ابن عباس : " أمروا أن [ يستغفروا الله فخالفوا ]( {[2204]} ) الكلام بالنبطية " ( {[2205]} ) .

والزجر العذاب ، والرجس النتن( {[2206]} ) .

وقال أبو العالية : " الرجز الغضب " ( {[2207]} ) .

وذلك أنهم لما بدلوا نعمة الله ، نزل( {[2208]} ) عليهم الطاعون فلم يبق أحداً( {[2209]} ) ، فهو الرجز . قاله ابن زيد( {[2210]} ) .

وقال الأخفش : " الرجز هو الرجس " ( {[2211]} ) . كأن الزاي عنده بدل من السين كما يقال( {[2212]} ) : السَّرْعُ والزَّرْعُ ، والزِّرَاطُ والصِّرَاطُ ، وليس مثله في القياس( {[2213]} ) .

والرُّجْزُ –بالضم- صَنَم( {[2214]} ) كانوا يعبدونه .

وذكر يحيى( {[2215]} ) أن الرجز : الطاعون( {[2216]} ) ، نزل بهم حين بدلوا ، فمات منهم سبعون( {[2217]} ) ألفاً ، وقال قوم منهم : لا إله إلا الله ، فهم المحسنون الذين ذكرهم الله في قوله : ( وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ )( {[2218]} ) ، فقوم منهم بدلوا وقوم لم يبدلوا .

وروي أن الذين بدلوا إنما قالوا بالعبرانية : " حبة سمراء " ، يعنون الحبة .

وقال ابن عباس : " لما بدلوا ، نزل بهم طاعون فمات منهم أربعة وعشرون ألفاً( {[2219]} ) " ( {[2220]} ) .

قال مقاتل : " هلك منهم/ بفعلهم سبعون ألفاً( {[2221]} ) " ( {[2222]} ) .


[2192]:- في ع2: عن أبي.
[2193]:- في ع2، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[2194]:- سقط من ع1، ق.
[2195]:- في ع2: يا بني.
[2196]:- في ع2، ع3: يرجفون. وفي ق: يرجعون.
[2197]:- في ع2: قال. وهو خطأ.
[2198]:- انظر: صحيح البخاري 5/148، 5/197، سنن الترمذي 5/205.
[2199]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[2200]:- انظر: سيرة ابن هشام 2/183، وجامع البيان 2/113.
[2201]:- سقط من ع2، ع3.
[2202]:- انظر: تفسيره 2/64.
[2203]:- انظر: جامع البيان 2/113-114، وتفسير ابن كثير 1/99.
[2204]:- في ع3: يستقروا فخلفوا. وهو تحريف.
[2205]:- انظر: معانيه 1/38.
[2206]:- انظر: هذا التفسير في مجاز القرآن 1/41، وتفسير الغريب 50، وتأويل مشكل القرآن 471، ومفردات الراغب 93، واللسان 1/1127.
[2207]:- انظر: جامع البيان 2/117، وتفسير ابن كثير 1/99.
[2208]:- في ح: بعث الله.
[2209]:- في ع2، ع3: أحد.
[2210]:- انظر: جامع البيان 2/117، وتفسير ابن كثير 1/99.
[2211]:- انظر: معاني الأخفش 1/98.
[2212]:- في ق: يقول. وهو خطأ.
[2213]:- قوله: "فهوالرجز.. في القياس" ساقط من ع2، ع3.
[2214]:- في ع2: منهم. وفي ق: ضم. وكلاهما تحريف.
[2215]:- هو يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة البصري أبو زكرياء، صاحب التفسير، مقرئ، ثقة. أخذ عن حماد بن سلمة، وروى عنه عبد الله بن وهب (ت200هـ). انظر: طبقات القراء 2/373، وطبقات المفسرين 2/371.
[2216]:- في ع2، ع3: طاعون.
[2217]:- في ع3: سبعين. وهو خطأ.
[2218]:- البقرة آية 58.
[2219]:- في ع3: ألف. وهو خطأ.
[2220]:- انظر: المحرر الوجيز 1/233.
[2221]:- في ع3: ألف. وهو خطأ.
[2222]:- انظر: المحرر الوجيز 1/233.