فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (59)

وقوله : { فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الذي قِيلَ لَهُمْ } قيل : إنهم قالوا : حنطة . وقيل غير ذلك ، والصواب أنهم قالوا : حبة في شعرة كما سيأتي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله : { فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُوا } هو من وضع الظاهر موضع المضمر لنكتة ، كما تقرر في علم البيان ، وهي هنا : تعظيم الأمر عليهم وتقبيح فعلهم ، ومنه قول عدي بن زيد :

لا أرَى المْوت يسبق الموتَ شيءٌ *** نغَّص الموت ذا الغنَى والفَقِيرا

فكرر الموت في البيت ثلاثاً ؛ تهويلاً لأمره ، وتعظيماً لشأنه . وقوله : { رِجْزًا } بكسر الراء في قراءة الجميع إلا ابن مُحَيْصن ، فإنه قرأ بضم الراء . والرجز : العذاب ، والفسق قد تقدم تفسيره .

/خ59