{ فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } قيل أنهم قالوا حنطة وقيل قالوا بلسانهم حنطا سمقاثا أي حنطة حمراء ، استخفافا منهم بأمر الله وقيل غير ذلك ، والصواب أنهم قالوا حبة في شعيرة قالوا ذلك استهزاء أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية عن ابن عباس عن ابن جرير وابن المنذر ، حنطة في شعيرة ، والأول أرجح لكونه في الصحيحين ، وبدلوا الفعل أيضا حيث دخلوا يزحفون على أستاههم ، قال الكيا الهراسي ، فيه دليل على أنه لا يجوز تغيير الأقوال المنصوص عليها وأنه يتعين اتباعها .
وقال الرازي يحتج به فيما ورد من التوقيف في الأذكار والأقوال وإنه غير جائز تغييرها ، وربما احتج به علينا المخالف في تجويز تحريمه الصلاة بلفظ التعظيم والتسبيح وفي تجويز القراءة بالفارسية وفي تجويز النكاح بلفظ الهبة وما جرى مجرى ذلك .
{ فأنزلنا على الذين ظلموا } هو من وضع الظاهر موضع المضمر لنكتة تقدر في كل محل بما يناسبه تعظيما كقوله { أولئك حزب الله ألا إن حزب الله } وتحقيرا كقوله { أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان } أو إزالة لبس أو غير ذلك وهي مبسوطة في الإتقان للجلال السيوطي ، وكما تقرر في علم البيان وهي هنا تعظيم الأمر عليهم ومبالغة في تقبيح فعلهم وشأنهم { رجزا من السماء } يعني عذابا ، والرجز العذاب ، قيل أرسل الله عليهم طاعونا فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفا .
وأخرج مسلم غيره من حديث أسامة بن زيد وسعد بن مالك وخزيمة ابن ثابت قالوا : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به أناس من قبلكم ، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ، وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها ) ، ومن المعلوم أن الطاعون ضرب الجن للإنس فهو أرضي لا سماوي وإنما قيل فيه من السماء لأن القضاء به يقع فيها ، قال الجلال السيوطي فهلك منهم في ساعة سبعون ألفا أو أقل انتهى ، وهذا الوباء غير الذي حل بهم في التيه .
{ بما كانوا يفسقون } أي يعصون ويخرجون عن أمر الله تعالى ، وفي الأعراف { يظلمون } تنبيها على أنهم جامعون بين هذين الوصفين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.