الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ} (3)

و{ طِبَاقاً } قال الزَّجَّاجُ : هو مصدرٌ ، وقيل : جمعُ طَبَقَةٍ ، أو جَمْعُ طَبَقِ ، والمعنى : بعضُها فوق بعض ، وقال إبان بن تغلب : سمعتُ أعْرابياً يذُمّ رَجُلاً فقال : شَرُّهُ طِبَاقُ وَخَيْرُه غَيْر باقٍ ، وما ذَكره بعضُ المفسرينَ في السماوات منْ أنَّ بعضَها مِن ذَهَبٍ وفضةٍ وياقوتٍ ونحوِ هذا ، ضعيفٌ لم يَثْبُتْ بذلك حديث .

وقوله سبحانه : { مَّا ترى في خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت } معناه من قِلَّةِ تَنَاسُبٍ ، ومنْ خروجٍ عن إتقانٍ ، قال بعض العلماء : { خَلْقُ الرحمن } معنيٌّ بهِ السماوات وإيَّاها أرادَ بقوله : { هَلْ ترى مِن فُطُورٍ } وبقوله : { يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ } الآية ، وقال آخرون : بلْ يعني بهِ جَميعَ مَا خَلَقَ سبحانه من الأشياء فإنَّها لاَ تَفَاوُتَ فيها ، ولا فطورَ جاريةً عَلى غَيْرِ إتْقَانٍ ، قال منذر بن سعيد : أمَرَ اللَّهُ تعالى بالنظرِ إلى السماءِ وخَلْقِها .