الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ} (51)

ومعنى قوله تعالى : { الذين اتخذوا دِينَهُمْ لَهْواً }[ الأعراف :51 ] ، أي بالإِعْرَاضِ والاستهزاء بِمَنْ يدعوهم إلى الإسلام .

{ وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا } أي : خدعتهم بزخرفها ، واعتقادهم أنها الغَايَةُ القصوى ،

وقوله : { فاليوم ننساهم } هو من إخبار اللَّه عز وجل عما يَفْعَلُ بهم ، والنسيان هنا بمعنى التَّرْكِ ، أي : نتركهم في العذاب ، كما تركوا النَّظَر للقاء هذا اليوم ، قاله ابن عباس وجماعة .

و{ ما كانوا } عطف على { ما } من قوله : { كما نسوا } ، ويحتمل أن تقدر ( ما ) الثانية زائدة ، ويكون قوله : و{ كانوا } عَطْفاً على قوله : { نسوا } .