الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ أَن قَدۡ وَجَدۡنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّٗا فَهَلۡ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمۡ حَقّٗاۖ قَالُواْ نَعَمۡۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُۢ بَيۡنَهُمۡ أَن لَّعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (44)

قوله سبحانه : { وَنَادَى أصحاب الجنة أصحاب النار أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً . . . } [ الأعراف :44 ] .

هذا النداء من أهل الجنة لأهل النار تَقْرِيعٌ ، وتوبيخ ، وزيادة في الكَرْبِ ، وهو بأن يشرفوا عليهم ، ويخلق الإدراك في الأسماع والأبصار .

وقوله سبحانه : { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ } أي : أعلم معلم ، والظالمون هنا هم الكافرون .

( ت ) : حكي عن غير وَاحِدٍ أن طاووس دخل على هشام بن عبد الملِكِ فقال له : اتّقِ لله ، واحْذَرْ يوم الأذان ، فقال : وما يوم الأذان ؟ فقال قوله تعالى : { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ الله عَلَى الظالمين } فصعق هشام ، فقال طاووس : هذا ذُلُّ الوَصْفِ ، فكيف ذل المُعَايَنَةِ ، انتهى .