قوله : ( وَلاَ تَسْأَلْ عَنَ اَصْحَابِ الجَحِيمِ ) [ 118 ] .
معناه التعظيم لما هم فيه كما تقول : " لا تسال عن فلان " أي( {[3780]} ) قد بلغ فوق ما تظن .
وقيل : هو نهي نهى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما روي أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ]( {[3781]} ) . قال : " لَيْتَ شِعْرِي مَا فَعَلَ أَبَوَايَ " ، فأنزل الله عز وجل ، ( وَلاَ( {[3782]} ) تَسْأَلْ عَنَ اَصْحَابِ الجحيم )/ فما( {[3783]} ) سأل عنهم [ صلى الله عليه وسلم ]( {[3784]} ) حتى مات( {[3785]} ) .
ومن قرأ بالرفع ، فهو في موضع الحال ، تقديره : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ) وغير مسؤول عن أصحاب الجحيم " ( {[3786]} ) .
وقيل : هو( {[3787]} ) نفي ، ولا " بمعنى " ليس كأنه قال : " ولست( {[3788]} ) تسأل " كأنه أخبره أنه لا يسْأَلُ عن ذلك .
واختار جماعة( {[3789]} ) الرفع لأن الكلام المتقدم يدل عليه ، لأنه تعالى قال بعد ذكر اليهود والنصارى( {[3790]} ) وما صنعوا :
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً ) [ 118 ] .
أي : بشيراً لمن اتبعك ، ونذيراً لمن كفر بك ، " غير مسؤول عمن كفر بك( {[3791]} ) . ولم يجر ما يوجب النهي . فجري الكلام على أوله أولى من جريه على( {[3792]} ) خبر آحاد يقطعه( {[3793]} ) مما قبله لأن أوله قد ثبت نصه( {[3794]} ) وصحته ، وخبر الآحاد لا يحكم على/ صحة مغيبه( {[3795]} ) . فرده على ما يقطع على صحته في الغيب أولى . ومع ذلك فقراءة أُبي وعبد الله تشهدان( {[3796]} ) للرفع ، لأن قراءة أبي ، " وما تُسْأل " ، وقراءة عبد الله : " ولن تُسْأل " ( {[3797]} ) وذلك يشهد أن الرفع( {[3798]} ) بمعنى النفي( {[3799]} ) .
وقال المحتج للجزم : إن الجزم إذا حمل على التعظيم لأمر من تقدم كان مردوداً على ما قبله فيصير مثل الرفع ، ويزيد الجزم مزية ، وهو أن يحمل على الخبر . فالجزم محتمل لمعنى الرفع وزيادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.