فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ} (239)

{ فإن خفتم } فزعتم وواجهتم العدو . { فرجالا } فأدوها حال ترجلكم .

{ أو ركبانا } حال ركوبهم . { فإذا أمنتم } زال الخوف وانهزم العدو .

{ فإن خفتم فرجالا أو ركبانا } – فإن خفتم من عدو لكم أيها الناس تخشونهم على أنفسكم في حال التقائكم معهم أن تصلوا قياما على أرجلكم بالأرض قانتين لله فصلوا رجالا مشاة على أرجلكم وأنتم في حربكم وقتالكم وجهاد عدوكم أو ركبانا على ظهور دوابكم فإن ذلك يجزيكم . . قال أبو جعفر : والخوف الذي للمصلي أن يصلي من أجله المكتوبة ماشيا راجلا ، وراكبا جائلا : الخوف على المهمة عند السلمة والمسايفة في قتال من أمر بقتاله من عدو للمسلمين أو محارب أو طلب سبع أو جمل صائل أو سيل سائل فخاف الغرق فيه وكل ما الأغلب من شأنه هلاك المرء إن صلى صلاة الأمن فإنه إذا كان ذلك كذلك فله أن يصلي صلاة شدة الخوف - {[742]} . { فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون } قال ابن زيد : فإذا أمنتم فصلوا الصلاة كما افترض الله عليكم ، إذا جاء الخوف كانت لهم رخصة ، والصلاة قد تسمى ذكرا كما جاء في محكم القرآن { . . فاسعوا إلى ذكر الله . . }{[743]} وقيل المعنى فاشكروا الله لأجل إنعامه عليكم ، وما في { كما علمكم } مصدرية أو كافة .


[742]:من جامع البيان لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري من ص 342.إلى 355.
[743]:سورة الجمعة من الآية 9.