فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (245)

{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } أي في باب الجهاد كأنه ندب العاجز عن الجهاد أن ينفق على الفقير القادر وأمر القادر على الجهاد أن ينفق على نفسه في طريق الجهاد . . وقد بني الكلام على طريقة الاستفهام لأن ذلك أدخل الترغيب والحث على الفعل من ظاهر الأمر . . ومعنى كونه حسنا حلالا خالصا لا يختلط به الحرام ولا يشوبه من ولا أذى ولا يفعله رياء وسمعة وإنما يفعله خالصا لوجه الله تعالى و{ أضعافا } نصب على الحال أو على المفعول الثاني . . . وإنما جاز جمع المصدر بحسب اختلاف أنواع الجزاء والضعف : المثل . . . والمضاعفة كلها الزيادة على أصل الشيء حتى يصير مثلين أو أكثر . قيل الواحد بسبعمائة وعن السدي إن هذا التضعيف لا يعلم أحدكم هو ، وما هو ، وإنما أبهمه الله تعالى لأن ذكر المبهم في باب الترغيب أقوى من ذكر المحدود { والله يقبض ويبسط } يقتر على عباده ويوسع فلا تبخلوا عليه بما وسع عليكم لا يبدلكم الضيقة بالسعة . . { وإليه ترجعون } فيجازيكم بحسب ما قدمتم من أعمال الخير . . ]{[755]} .


[755]:من تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.