{ لا يستحيي } لا يترك ولا يمتنع ولا يخشى . { يضرب } يبين .
{ بعوضة } الحشرة الصغيرة ذات الجناحين المعروفة .
{ فما فوقها } فما دونها ، إذ هي فوقها في الصغر وأقل منها .
{ الحق } الأمر الثابت الصادق وضده الباطل .
{ مثلا } كلاما حكيما يشبه مضربه بمورده .
{ يظل } يترك في الضلال والضياع والحيرة والذهاب عن القصد .
{ يهدي } يرشد ، ويشرح الصدر ، ويمكن للإيمان في القلب .
{ الفاسقين } الخارجين عن حدود ربهم ، الفجار والكفار .
إن المولى الحكيم جل علاه لا يخشى أن يضرب أي مثل{[177]} كان بأي شيء كان ، صغيرا كان أو كبيرا و{ ما } للتقليل ؛ - فأخبر أنه لا يستصغر شيئا يضرب به مثلا ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة ، فكما لم يستنكف عن خلقها كذلك لا يستنكف من ضرب المثل بالذباب والعنكبوت في قوله : { . . إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب }{[178]} ويقال : { مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون }{[179]}-{[180]}{ فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم } فأهل اليقين والتصديق كلما ضرب الله تعالى مثلا علموا أنه صدق وعدل وحكمة لأنه كلام ربنا الذي له الجلال كله وهوالحكيم العليم . { وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا } ولكن المكذبين بوحي ربنا يسخرون من الآيات ويسألون سؤال المستهزئ وينكرون أن يكون لهذا الكلام أثر : { وإذا ذكروا لا يذكرون . وإذا رأوا آية يستسخرون . وقالوا إن هذا إلا سحر مبين }{[181]} ؛ { وإذا ما أزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون . وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم . . }{[182]} .
{ يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين } عن ابن مسعود : فيزيد هؤلاء ضلالا إلى ضلالهم لتكذيبهم بما قد علموه حقا يقينا من المثل الذي ضربه الله لما ضربه له ، وأنه لما ضربه له موافق ، فذلك إضلال الله إياهم به { ويهدي به } يعني بالمثل كثيرا من أهل الإيمان والتصديق ، فيزيدهم هدى إلى هداهم وإيمانا إلى إيمانهم لتصديقهم بما قد علموه حقا يقينا أنه موافق ما ضربه الله لهم مثلا وإقرارهم به وذلك هداية من الله لهم به ، وهذا شأن الكتاب العزيز كله : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا }{[183]} .
{ وما يضل به إلا الفاسقين } فهو موعظة تهدي للتي هي أقوم يتعظ ويهتدي به من عقل وسلمت فطرته واستقامت سريرته ويضيق به ويصد عنه من غفل وضل وفسدت فطرته وخبثت طويته ، جاء في محكم التنزيل : { . . قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى . . }{[184]} ، { . . وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولولا على أدبارهم نفورا }{[185]} ؛ { وإنه لحسرة على الكافرين }{[186]} ؛ والفاسق : الخارج عن حدود الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.