فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (28)

{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون } هذا إنكار وتحجيب من حال الذين لم يؤمنوا بربهم مع أنهم يعرفون نعمته وقدرته فهو المحيي والمميت ، { ولئن سألتم من خلقكم ليقولون الله فأنى يؤفكون }{[187]} وقيل : تقرير وتوبيخ أي : كيف تكفرون نعمه عليكم وقدرته هذه ؟ عن ابن عباس وابن مسعود : كنتم أمواتا معدومين قبل أن تخلقوا فأحياكم- أي خلقكم- ثم يميتكم عند انقضاء آجالكم ثم يحييكم يوم القيامة وهذا كقوله تعالى- حكاية عن إقرار البعض يوم البعث : { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين . . ){[188]} ؛ والإحياءة الثانية يعقبها الحشر والعرض والسؤال والحساب وقضاء الله بين العباد المستتبع الفصل بين المصلحين والمفسدين ، والمتقين والفجار ، { فأما من طغى . وآثر الحياة الدنيا . فإن الجحيم هي المأوى . وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }{[189]} .


[187]:سورة الزخرف من الآية87.
[188]:سورة غافر من الآية 11.
[189]:سورة النازعات الآيات من 37 إلى 41.