{ وما كان لنبي أن يغل } عن ابن عباس : ما كان للنبي أن يقسم لطائفة من المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسم ، ولكن يقسم بالعدل ويأخذ فيه بأمر الله ويحكم فيه بما أنزل الله ، يقول : ما كان الله ليجعل نبيا يغل من أصحابه فإذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك استنوا به ؛ { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال ( لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك شيئا قد أبلغتك لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس حمحمة{[1196]} فيقول يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته ثغاء{[1197]} يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع{[1198]} تخفق{[1199]} فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك . لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة وعلى رقبته صامت{[1200]} فيقول يا رسول اله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ) ؛ والغلول الأخذ من المغانم التي يظفر بها المسلمون في قتال الكفار قبل أن تقسم [ القليل والكثير لا يحل أخذه في الغزو وقبل المقاسم إلا ما جمعوا عليه من أكل المطاعم في أرض الغزو ومن الاحتطاب والاصطياد ] {[1201]} .
قال عطاء : في الغزاة يكونون في السرية فيصيبون أنحاء -زقاق وأواني- السمن والعسل والطعام فيأكلون وما بقي ردوه إلى إمامهم وعلى هذا جماعة العلماء . قال الحسن : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحوا المدينة أو الحصن أكلوا من السويق والدقيق والسمن والعسل فإذا غل الرجل في المغنم ووجد أخذ منه وأدب وعوقب بالتعزير . . . أجمع العلماء على أن للغال أن يرد جميع ما غل إلى صاحب المقاسم قبل أن يتفرق الناس إن وجد السبيل إلى ذلك وأنه إذا فعل ذلك فهي توبة له وخروج عن ذنبه-{[1202]} .
{ ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } وبعد العرض والحساب والحكم تعطى كل نفس جزاء ما عملته وأجره أو وزره وافيا من غير نقص أو بخس وهؤلاء المكلفون الذين حوسبوا لا ينقص ثواب مطيعهم ولا يزداد عقاب عاصيهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.