فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَّا يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِنۢ بَعۡدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ حُسۡنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ يَمِينُكَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ رَّقِيبٗا} (52)

{ رقيبا } حافظا ومطلعا .

{ لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك } [ { يحل } بالياء لأن تأنيث الجمع غير حقيقي . . والمراد بالنساء : الجنس الشامل للواحدة ، ولم يؤت بمفرده لأنه لا مفرد له من لفظه ، والمرأة شاملة للجارية وليست بمرادة ، واختصاص النساء بالحرائر بحكم العرف . . { من بعد } قيل : أي من بعد التسع اللاتي في عصمتك اليوم . . لما خيرهن فاخترن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قصره عليهن . . . وفي رواية أخرى عن عكرمة أن المعنى : لا يحل لك النساء من بعد هؤلاء . . فلا يحل له صلى الله عليه وسلم ما وراء الأجناس الأربعة كالأعرابيات والغرائب ]{[3659]} . { ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك } ولا يحل لك أن تطلق أزواجك فتستبدل بهن غيرهن أزواجا .

{ وكان الله على كل شيء رقيبا } الله العليم الخبير القوي ، القدير على كل شيء من الأشياء- ومنه ما أحل لك وحرم عليك- قائم وحفيظ ، ومطلع لا يعزب عنه علم شيء من ذلك ، ولا يؤوده حفظ كل ما يكون واستنساخه .


[3659]:ما بين العلامتين[ ] من روح المعاني.