{ ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك } بعد أن ساق القرآن البرهان بنعمة النبات وثمراته ، وبهائه وسقياه ، ثم بنعمة الجبال وبديع صنع صخرها وجدواه ، بين لنا برهانا عقليا على إتقان صنع ربنا للإنسان والحيوان ، واختلاف أنواع كل وأجناسه ، وعظمة الصنع دليل على عظمة الصانع جل علاه ، قال أبو بكر بن عياض : إنما ذكر الكناية لأجل أنها مردودة إلى [ ما ] مضمرة ، مجازه : ومن الناس ومن الدواب ومن الأنعام ما هو مختلف ألوانه ، أي أبيض وأحمر وأسود اه
{ كذلك } في محل نصب صفة لمصدر { مختلف } المؤكد ، والتقدير : مختلف اختلافا كائنا كذلك ، أي كاختلاف الثمرات والجبال ، فهو من تمام الكلام قبله ، والوقف عليه حسن بإجماع أهل الأداء-{[3833]} .
{ إنما يخشى الله من عباده العلماء } هيبة الله العلي الأعلى وخوف غضبه ونقمته تكون على أكمل وجوهها في الذين يعبدون ربهم على علم بجلاله ، وفضله وكماله . -وتقديم المفعول لأن المقصود بيان الخاشين ، والإخبار بأنهم العلماء خاصة دون غيرهم . . .
{ إن الله عزيز غفور } تعليل لوجوب الخشية ، لأن العزة دالة على كمال القدرة على الانتقام ، ولا يوصف بالمغفرة والرحمة إلا القادر على العقوبة-{[3834]} فالعزة توجب الخوف من أليم عقابه ، والمغفرة توجب الطمع في نعيمه وثوابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.