ثم قال : { ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه } أي : خلق مختلف ألوانه .
{ كذلك } أي : مثل الجدد ، أي كما اختلفت ألوان الطرائق في الجبال كذلك تختلف ألوان الناس والأنعام وغيرهم ، قدرة من الله تعالى ينبه خلقه عليها .
ومن أجل حذف الموصول قال : " ألوانه " أي : خلق مختلف ألوانه ولم يقل ألوانهم ولا ألوانها .
ثم قال تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماؤا } أي : إنما يخاف الله ويتقي عقابه العلماء بقدرته على ما يشاء وأنه يفعل ما يريد ، لأن من علم ذلك أيقن بالمعاقبة على المعصية فخاف الله واتقاها .
قال ابن عباس : هم الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير{[56185]} .
وقال قتادة : كفى بالرهبة علما{[56186]} .
قال مجاهد : إنما العالم من خشي الله{[56187]} .
وقال ابن مسعود : كفى بخشية الله علما والاغترار به جهلا{[56188]} .
قال ابن منصور بن زاذان{[56189]} : نبئت أن بعض من يلقى في النار يتأذى الناس بريحه ، فيقال : ويلك ماكنت تعمل ؟ أما يكفي ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك ؟ فيقول : كنت عالما فلم أنتفع بعلمي .
وقال عمران القصير{[56190]} : بلغني أن في جهنم واديا تستعيذ منه جهنم كل يوم أربع مائة مرة مخافة أن يرسل عليها فيأكلها ، أعد الله ذلك الوادي للمرائين من القراء .
ثم قال : { إن الله عزيز } أي : عزيز في انتقامه .
{ غفور } : للذنوب لمن تاب وأطاع .
{ كذلك } تمام{[56191]} حسن عند الجميع{[56192]} و{ ألوانها } تمام{[56193]} و{ العلماؤا }تمام{[56194]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.