النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28)

{ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوابِّ وَالأَنعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلَوَانُهُ كَذلِكَ } فيه وجهان :

أحدهما : كذلك مختلف ألوانه أبيض وأحمر وأسود .

الثاني : يعني بقوله كذلك أي كما اختلف ألوان الثمار والجبال والناس والدواب والأنعام كذلك تختلف أحوال العباد في الخشية .

ثم استأنف فقال : { إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عَبَادِهِ الْعُلَمَاءُ{[2281]} } يعني بالعلماء الذين يخافون .

قال الربيع بن أنس : من لم يخش الله فليس بعالم . قال ابن مسعود : المتقون سادة ، والعلماء قادة . وقيل : فاتحة الزبور الحكمة خشية الله .


[2281]:قرأ عمر بن عبد العزيز برفع لفظ الجلالة ونصب العلماء والمعنى أن الله يجل العلماء ويعظّمهم ومنه قول الشاعر: أهابك أجلالا وما بك قدرة*** على ولكن ملء عين حبيبها