ثم قال عز وجل : { وَمِنَ الناس والدواب } يعني : خلق من الناس والدواب { والأنعام مُخْتَلِفٌ ألوانه كَذَلِكَ } قال بعضهم : إنما يتم الكلام عند قوله : { كذلك } يعني : من الناس والدواب والأنعام { مختلفا ألوانه } كذلك كاختلاف الثمرات .
ثم استأنف فقال : { إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء } وقال بعضهم : إنما يتم الكلام عند قوله : { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } . ثم استأنف فقال : { كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء } يعني : هكذا يخشى الله من عباده العلماء . يعني : إن العلماء يعلمون خلق الله تعالى ويتفكرون في خلقه ، ويعملون ثوابه وعقابه فيخشونه ، ويعلمون بالطاعة طمعاً لثوابه ، ويمتنعون عن المعاصي خشية عقابه . وقال مقاتل : أشد الناس خشية أعلمهم بالله تعالى . فيها تقديم . وروى سفيان عن بعض المشيخة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل : يا رسول الله أينا أعلم ؟ فقال : " أَخْشَاكُمْ لله تَعَالَى إنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ " قالوا : يا رسول الله فأيُّ الأصحاب أفضل ؟ قال : " الذي إذا ذَكَرْتَ أَعَانَكَ ، وإذا نَسِيتَ ذَكَّرَكَ » . قالوا : فأي الأصحاب شر ؟ قال : " الَّذِي إذَا ذَكَرْتَ لَمْ يُعِنْكَ ، وإذا أُنْسِيتَ لَمْ يُذَكِّرْكَ " . قالوا : فأيُّ الناس شر ؟ قال : " اللُّهُمَّ اغْفِرْ لِلعُلَمَاءِ . وَالعَالِمُ إذا فَسَدَ فَسدَ النَّاسُ " . ثم قال تعالى : { إنَّ الله عَزِيزٌ } في ملكه { غَفُورٌ } لمن تاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.