قوله سبحانه : { لَيْسَ عَلَى الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ . . . } [ المائدة :93 ] .
قال ابن عباس ، وغيره : لما نزل تحريمُ الخَمْر ، قال قومٌ من الصحابة : يا رسول اللَّه ، كَيْفَ بِمَنْ مات مِنَّا ، وهو يشربها ؟ ويأكل المَيْسِرَ ؟ ونحو هذا من القَوْل ، فنزلَتْ هذه الآية ، وهذا نظيرُ سؤالِهِمْ عَمَّن مات على القبلة الأولى ، والجُنَاحُ : الإثم والحَرَج ، والتَّكرار في قوله سبحانه : { وآمنوا } يقتضي في كلِّ واحدة زيادةً على التي قبلها ، وفي ذلك مبالغةٌ في هذه الصِّفَات لهم ، وليسَتِ الآيةُ وقفاً على مَنْ عمل الصالحاتِ كلَّها ، واتقى كلَّ التقوى ، بل هي لكلِّ مؤمن ، وإن كان عاصياً أحياناً ، إذا كان قد عَمِلَ من هذه الخصالِ المَمْدُوحة ما استحق به أنْ يوصف بأنه مؤمنٌ عامل للصالحات متَّقٍ في غالبِ أمره ، محسنٌ ، فليس على هذا الصِّنْف جُنَاحٌ فيما طعم ممَّا لم يُحَرَّم عليه ، و{ طَعِمُواْ } : معناه ذَاقُوا فصَاعداً في رُتَب الأكل والشُّرب ، وقد يستعار للنوم ، وغيره ، وحقيقتُهُ في حاسَّة الذَّوْق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.