الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

{ قال } داود عليه السلام { لقد ظلمك بسؤال نعجتك } أي بسؤاله إياك نعجتك امرأتك أن يضمها { إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء } الشركاء { ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم } وقليل هم { وظن داود } علم عند ذلك { أنما فتناه } ابتليناه بتلك المرأة التي أحب أن يتزوجها ثم تزوجها بعد قتل زوجها { فاستغفر ربه } مما فعل وهو محبته أن يتزوج امرأة من له امرأة واحدة وله تسع وتسعون امرأة { وخر راكعا } سقط للسجود بعد ما كان راكعا { وأناب } رجع إلى الله سبحانه بالتوبة

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

قوله : { قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ } قال داود للخصم المتظلِّم من صاحبه : لقد ظلمك صاحبك هذا بسؤال امرأتك الواحدة إلى التسع والتسعين من نسائه .

قوله : { وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } { الْخُلَطَاءِ } جمع خليط ، وهو لشريك أو الصاحب يعني : وإن كثيرا من الشركاء أو الأصحاب يتعدى بعضهم على بعض أو يظلم بعضهم بعضا { إِلاَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } فإن المتقين الذين يخشون الله ولا يبرح قلوبهم الخوف من جلاله وعظيم سلطانه لا يظلمون الناس { وَقَلِيلٌ مَا هُمْ } { همْ } ، مبتدأ . { وَقَلِيلٌ } ، خبره . و { مَا } زائدة ؛ أي وقليل هم الذين لا يبغون .

قوله : { وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ } يعني أيقن داود بعد الذكرى أنما ابتلاه ربه بذلك { فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ } سأل الله أن يغفر له الذنب { وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } أي سقط ساجدا لله منيبا إليه خاشعا متذللا .