تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

{ قال } داود :{ لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } يعني بأخذه التي لك من الواحدة ، إلى التسع والتسعين التي له { وإن كثيرا من الخلطاء } يعني الشركاء { ليبغي بعضهم على بعض } ليظلم بعضهم بعضا { إلا } استثناء ، فقال : إلا { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } لا يظلمون أحدا { وقليل ما هم } يقول : هم قليل ، فلما قضى بينهما نظر أحدهما إلى صاحبه فضحك ، فلم يفطن لهما ، فأحبا يعرفاه فصعدا تجاه وجهه ، وعلم أن الله تبارك وتعالى ابتلاه بذلك { وظن داود أنما فتناه } يقول : وعلم داود أنا ابتليناه { فاستغفر ربه وخر راكعا } يقول : وقع ساجدا أربعين يوما وليلة { وأناب } آية يعني ثم رجع من ذنبه تائبا إلى الله عز وجل ، { وخر راكعا } مثل قوله :{ ادخلوا الباب سجدا } [ البقرة :58 ] يعني ركوعا .