تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

{ قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } : قال محمد : المعنى : مضمومة إلى نعاجه ؛ فاختصر مضمومة وإنما سميت : نعجة ، لأنها رخوة ، النعج في اللغة اللين ، والنعج أيضا الفتون في العين .

{ وظن داود } أي : علم . قال محمد : معنى { ظن } أيقن ، إلا أنه ليس بيقين عيان ؛ فأما العيان فلا يقال فيه إلا : علم .

{ أنما فتناه } ابتليناه { فاستغفر ربه وخر راكعا } أي : ساجدا أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة يقيمها أو لحاجة لا بد له منها أو لطعام يتبلغ به فأتاه ملك من عند الله فقال : يا داود ، ارفع رأسك ؛ فقد غفر الله لك . فعلم أن الله قد غفر له ، ثم أراد أن يعلم كيف غفر له ؛ فقال : أي رب ، كيف تغفر لي وقد قتلته- يعني : بالنية ؟ ! فقال : أستوهبه نفسه فيهبها لي فأغفرها لك . فقال : أي رب ، قد علمت أنك قد غفرت لي .