جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّـٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩} (24)

{ قال } : داود لما اعترف الخصم الآخر : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } في السؤال تضمين كأنه قال : بإضافة نعجتك إلى نعاجه على وجه الطلب ، وقصته أن عين داود وقعت على امرأة رجل فأعجبها ، فسأله النزول عنها ، فذنبه مجرد أنه التمس النزول عن امرأته* ، وعن بعضهم ذنبه أن زوجها قتل في بعض الغزوات ، فلم يغتم داود اغتمامه بالشهداء ، فتزوج امرأته ، وما يذكره القصاص ليس له أصل يعتمد عليه ، بل منقول عن علي- رضي الله عنه- أنه قال : من حدثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين{ وإن كثيرا من الخلطاء } : الشركاء ، { ليبغي } يظلم { بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم } ما مزيدة للإبهام ، وفيه تعجب من قتلهم { وظن } أي : علم { داود أنما فتناه } ابتليناه ذكر أنه لما قضى بينهما نظر أحدهما إلى صاحبه ، فضحك فصعدا إلى السماء ، فعلم أنه تمثيل بحاله { فاستغفر ربه } : من ذنبه { وخرّ راكعا } سمي السجود ركوعا ؛ لأنه مبدأه ، أو معناه خر للسجود حال كونه راكعا أي : مصليا { وأناب } رجع إلى الله تعالى بالتوبة ، وذُكر أنه استمر ساجدا أربعين يوما .